في حوار متلفز مع قناة "مديا خبv"، قدّم مصطفى قره سو، عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)قراءة معمقة حول مسار نضال حزب العمال الكردستاني، متناولاً محطات تاريخية وشخصيات محورية تركت بصماتها في الذاكرة النضالية الكردية.
وفي حديثه، أكد أن استمرار عزلة القائد آبو تضعف العملية الديمقراطية، حيث لا يستطيع القيام بدوره، داعياً الدولة التركية إلى الاستجابة لمتطلبات العملية فوراً، في إشارة إلى نداء السلام والمجتمع الديمقراطي الذي أطلقه آبو في 27 فبراير الماضي، وعلى إثره أعلن حزب العمال الكردستاني حل هيكله التنظيمي ووقف نشاطه المسلح، وسط توقعات بتسليم عدد من مقاتليه سلاحهم خلال الفترة المقبلة.
عزلة القائد مستمرة
وقال القيادي الكردي البارز إن "العزلة على القائد آبو مستمرة، علينا أن نقول ذلك، طبعاً نحن نقول ذلك، نعم، الأمر ليس كما السابق، عقدت بعض اللقاءات، بعض الرفاق زاروا إمرالي، ولكن هذا لا يكفي، ولهذا تستمر العزلة، في الحقيقة هي مستمرة منذ 26 عاماً، لأنه خلال العشرة أعوام الأخيرة أصبحت العزلة أكثر تشديداً".
وأضاف: "الآن وبعد عقد بعض اللقاءات وكأنه حدث شيء طبيعي وأن العزلة قد انتهت، لا يوجد شيء من هذا القبيل، لا يزال المحامون والعائلة غير قادرين على الذهاب إلى إمرالي عندما يريدون ذلك، هذا واضح وجليّ، عوائل السجناء الآخرين يستطيعون الزيارة كل 15 يوم، وكذلك المحامون، وخلال أيام العيد يزورونهم ويلتقون بهم بشكل مفتوح، نعم لقد حدثت لقاءات مفتوحة مؤخراً، ولكن حتى الآن لم تُرفع العزلة".
ولفت قره سو من جهة أخرى، إلى أن القائد استجاب لدعوة دولت بهجلي رئيس حزب الحركة القومية في تركيا عبر مبادرة، هذه هي القضية الأكثر أهمية والرئيسية لتركيا ألا وهي القضية الكردية، منوهاً إلى أن المحاور الحقيقي – أي أوجلان – لهذه القضية الأساسية والذي قبلته الدولة بذاتها لا يزال يتعرض لعزلة، لا يستطيع مقابلة السياسيين، إذا أُريد الوصول إلى حلّ، وتحقيق أخوة حقيقية بين الترك والكرد، حينها يجب فتح الطريق أمام القائد آبو ومنحه الفرص ليتمكن من القيام بدوره.
شهداء النضال
واستعرض قره سو الأسس الفكرية والإستراتيجية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مبرزاً أثر الذين استشهدوا خلال الشهر الأخير، في مقدمتهم الرفيق فؤاد، أحد الرفاق المؤسسين للحزب، ورفيق القائد عبدالله أوجلان، مشيراً إلى دوره الفكري والتنظيمي في ترسيخ النهج الأوجلاني داخل الحزب والمجتمع.
وأوضح أن فؤاد لم يكن فقط منظراً، بل مثقفاً قارئاً للفلسفة والتاريخ والدين، واستطاع – بعمق فهمه – أن يعبّر عن أفكار أوجلان بشكل جعل الأخير يقول عنه: "لقد فهمني أكثر مما فهمت نفسي".
وتطرق قره سو إلى رمزية الشهيدة زيلان، مشدداً على أن عمليتها الفدائية أسست لمستوى جديد من التضحيات وروح الفداء داخل الحزب، ورفعت من مكانة المرأة في النضال الكردي، مما دفع أوجلان إلى تعميق خط حرية المرأة وإعادة تقييمه.
مقاومة الشيخ سعيد
وفي سياق آخر، أشاد قره سو بمقاومة الشيخ سعيد ورفاقه الذين تم إعدامهم قبل نحو قرن، واعتبرها لحظة مفصلية في التاريخ الكردي ضد سياسات الإنكار والتقسيم التي أعقبت معاهدة لوزان. ورغم تأكيده على وجود نواقص تنظيمية آنذاك، اعتبر قره سو أن الإرادة التي أظهروها تمثل ركيزة أساسية في نضال حزب العمال الكردستاني المستمر منذ خمسين عاماً.
وفي ختام حديثه، شدد قره سو على أهمية استلهام التاريخ النضالي الكردي، بقراءته النقدية والبناءة، من أجل بناء مستقبل يعزز من مفاهيم الأمة الديمقراطية ومقاومة الاستبداد، مؤكداً أن إرث هؤلاء القادة والشهداء سيظل منارة تهدي طريق الأجيال المقبلة في نضالها من أجل الحرية.