تحت عنوان "جنولوجيا مستقبل المرأة والمجتمع"، عقد دار نفرتيتي للنشر والترجمة ندوة ناقشت خلالها جنولوجيا، الذي أسسه القائد عبد الله أوجلان.
الندوة التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة، أمس السبت، أدارتها الأستاذة ماجدة طالب الصحفية والإعلامية اليمنية والمختصة في شؤون المرأة، فيما ضمت المنصة الرئيسية كل من الدكتورة فرناز عطية المتخصصة في الشؤون السياسية، والأستاذة نيفين عبدالعال الباحثة السياسية والاقتصادية الفلسطينية، والأستاذة سلوى أبسام يوسف المحامية ومؤسسة مركز "ساس" الحقوقي للتدريب القانوني.
مشروع فكري
افتتحت الصحفية والإعلامية اليمنية والمختصة في شؤون المرأة ماجدة طالب الندوة بكلمة ترحيبية، موضحة أن "جنولوجيا" هو علم يعيد قراءة التاريخ والسلطة والعلاقات الاجتماعية من منظور يُنصف المرأة ويعيد لها دورها الريادي، دون الانحياز لجنس على حساب آخر، بل استناداً إلى مبدأ العدالة والمساواة.
وأضافت أن هذا العلم لا يُعد فقط أحد فروع المعرفة، بل يمثل مشروعاً فكرياً متكاملاً يواجه البنية الذكورية المسيطرة، ويعيد صياغة المفاهيم المرتبطة بالمرأة بما يعكس حقيقة دورها التاريخي كعنصر فاعل في بناء الحضارات.
جنولوجيا
وقدّمت الدكتورة فرناز عطية إطاراً نظرياً للتعريف بـ "جنولوجيا"، موضحة أن المصطلح مكوّن من كلمتين: "جين" وتعني المرأة بالكردية، و"لوجي" وتعني العلم. وقالت إن هذا العلم يُعد امتداداً للفكر النسوي الكردي الذي يعيد قراءة التاريخ من زاوية مختلفة، تُبرز مساهمات النساء على مرّ العصور.
وأشارت إلى أن نشأة جنولوجيا تعود إلى تجارب ما بعد الثورات الشعبية، لا سيما ثورة البروليتاريا والفلاحين، حيث تطور المفهوم ليصبح أداة لتحرير المرأة ومواجهة الحداثة الرأسمالية، وتقديم تصور متكامل للحياة الحرة التشاركية بين الجنسين.
وأكدت أن جنولوجيا يعيد للمرأة مكانتها المركزية، ويرتكز على الدفاع الذاتي، والتاريخ النَسوي، واستعادة الأثر الحضاري للمرأة، مشيرة إلى إمكانية تفرّع علوم جديدة عنه في المستقبل، مثل "أركولوجيا المرأة".
أداة لفهم مسيرة المرأة
وأوضحت الباحثة نيفين عبدالعال أن جنولوجيا يُعد أداة لفهم التاريخ الحقيقي للمرأة، ولفضح الخطابات التي همّشتها عبر العصور، بدءاً من الطب إلى الإعلام والسياسة.
وأكدت أن هذا العلم يُضيء المساحات المظلمة في تاريخ المرأة، ويكشف كيف تمّ صنع صورة ذهنية ضعيفة عنها، ومن هي القوى التي استفادت من تهميشها، لافتة إلى الحاجة الماسّة لـ "تنوير داخلي" لدى النساء يعزز وعيهن بذواتهن وأدوارهن التاريخية والاجتماعية.
"المرأة صانعة الحياة"
من جانبها، شدّدت الأستاذة سلوى أبسام يوسف على أن جنولوجيا يقوم على التشاركية والمساواة، ويسعى لتحويل المرأة إلى فاعلة وصانعة للحياة، عبر دراسة التأثير المتبادل بين الجنسين في تشكيل الهويات المجتمعية.
وأشادت بفكرة الرئاسة المشتركة التي تطبّقها الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، معتبرة أنها نموذج عملي يُجسد ما تطرحه جنولوجيا من عدالةٍ اجتماعية وتمثيلٍ متساوٍ للنساء.
تفاعل الحضور وتأكيد على أهمية المشروع
اختُتمت الندوة بجلسة نقاشية مع الحضور، الذين مثّلوا طيفاً واسعاً من الأكاديميات والمثقفات والإعلاميات والحقوقيات، حيث تركزت المداخلات حول أهمية جنولوجيا كمنهج فكري، وضرورة تفعيله في الأوساط البحثية والتعليمية لمواجهة الأزمات البنيوية التي تعاني منها المرأة في مجتمعات الشرق الأوسط.