لا تزال المعارك مشتعلة داخل السودان رغم سيطرة الجيش السوداني على الخرطوم، وجميع العيون تتجه للغرب حيث إقليم دارفور.
وفي إطار متابعة الوضع هناك، أجرى موقع "المبادرة" حوارًا مع المتحدث باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، العقيد أحمد حسين مصطفى أدروب للوقوف على تأثير سيطرة الجيش السوداني على الفاشر، والخطوات القادمة، والأحوال العسكرية والإنسانية في مدينة الفاشر، المعقل الأخير للجيش السوداني هناك. إليكم نص الحوار:
*كيف هي أخبار الفاشر مع استمرار المعارك؟
- الفاشر بخير ولا توجد معارك على الأرض منذ فترة، وهي تحت السيطرة الكاملة لقواتنا، فقط هنالك قصف مدفعي من خارج المدينة تقوم به مليشيات الدعم السريع وحلفاؤها، مستهدفًا الأحياء السكنية ومعسكرات النازحين.
*كيف تسير الأوضاع الإنسانية في الفاشر؟
- الأوضاع الإنسانية طبعًا معقدة، لأن المدينة لم يدخلها أي مواد غذائية منذ عام ونصف، حيث تمنع مليشيات الدعم السريع وحلفاؤها دخول أي مواد إلى مدينة الفاشر. ويوجد بالمدينة معسكران للنازحين، ومنذ بداية الحرب، منعوا أربع قوافل مساعدات إنسانية أممية من الوصول إلى النازحين داخل مدينة الفاشر، وآخر هذه القوافل هي القافلة الإنسانية التي تم إحراقها بمنطقة الكومة، وتبعد 84 كيلومترًا شرق الفاشر.
*كيف ترون سيطرة الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين؟
- معسكر زمزم هو مخيم للنازحين وموجود منذ العام 2003، حيث أن سبب نزوح المواطنين إلى هذا المعسكر هو السلوك الهمجي والبربري الذي مارسته هذه المليشيات نفسها، عندما كانوا حراسًا للنظام البائد، حيث تعرض المعسكر لهجوم إرهابي من قبل مليشيات الجنجويد (الدعم السريع)، وتم استهدافه ليس لأنه قاعدة عسكرية، بل بمفهوم الجنجويد واعتقادهم أن المعسكر يمثل حاضنة اجتماعية للقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والجيش السوداني. تم قصفه بكل أنواع المدفعية الثقيلة: هاوزر، 40 دليل، صواريخ كورنيت، وجميع أنواع الهاونات، وعدد كبير من المسيرات بما فيها المسيرة الاستراتيجية.
*كيف ترون المذابح التي خلفها الهجوم على المعسكر؟
- الهجوم أدى إلى مجزرة همجية أسفرت عن مقتل المئات من المواطنين الأبرياء. كما تم ذبح عدد من الأطفال أمام أسرهم، وتصفية المئات من الشباب والشيوخ، واغتصاب فتيات منهن من هن دون سن الخامسة عشرة، وأخذ بعضهن أسيرات لجهات غير معلومة. كما حدثت إبادة طلاب خلوة الشيخ فرح، وتدمير كل مصادر المياه، ونهب المراكز الصحية، وتصفية كل الكوادر الطبية. وهنالك جثث موجودة تحت الأنقاض وفي الطرقات لم تُدفن حتى الآن. كل الجرائم المرتكبة موثقة ومنشورة على الملأ بيد مرتكبيها.
*كيف ترون تداعيات السيطرة على المخيم؟
- ادعاءاتهم وهجومهم الانتقامي على المعسكر باعتبارها قاعدة عسكرية هي مبررات لا يصدقها العقل. وما حدث في زمزم سيفتح جحيمًا آخر على دارفور ويحول كل دارفور إلى قاعدة عسكرية، ومعسكر زمزم ليست قاعدة عسكرية حتى تسقط، بل هو مخيم للنازحين تم اقتحامه من قبل جنجويد الدعم السريع، وارتكبوا فيه كل الجرائم التي لم ترتكب حتى في عهد الجاهلية الأولى.
*كيف ترون تأثير تحرير الخرطوم على الأوضاع في دارفور؟
- تحرير الخرطوم ضربة قاصمة للظهْر على المليشيا، وهي بداية لتطهير كل الأراضي السودانية من دنس هؤلاء المليشيات ومرتزقتهم.
*هل توجد قوى إقليمية ودولية تلعب دورًا في دعم الميليشيات في دارفور؟
- نعم، وهي الآن معلومة للجميع، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، بينما تشاد وأفريقيا الوسطى هما أدوات يتم عبرهما تمرير الإمدادات العسكرية واللوجستية والبشرية، وقد تم شراؤهم بالمال.
*وكيف ترون الحكومة الموازية ومشاركة حركة الحلو بها؟
- موضوع الحكومة الموازية هي أحلام وستظل تراودهم طويلًا، وهي حكومة من لا يملك لمن لا يستحق، وهي فقط بالونات وفرقعات أطلقوها بعيدة تمامًا عن الواقع.
*ما هو دور حركات الكفاح المسلح في المشهد، سواء في الحكومة الجديدة أو ما بعد الحرب؟
- حركات الكفاح المسلح، مثلما لبت نداء الوطن والشعب ووقفت بجانبهم في هذه الحرب، سوف تظل بجانب الدولة السودانية وسيادتها وكرامتها إلى أن تقضي على هؤلاء المليشيات ومرتزقتهم، لأن الحرب التي قادتها المليشيا هي في الأصل ضد الشعب السوداني وممتلكاتهم وإرثهم التاريخي، وليست ضد الجيش السوداني كما يزعم المليشيا وحلفاؤها.
أصداء المرأة
من زوايا العالم