تحدثت القيادية الكردية هيلين أوميت عضوة حركة الحرية لقناة ميديا خبر التلفزيونية حول التطورات والأحداث التي أعقبت دعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" التي أطلقها الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، وكذلك المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني.
وقالت هيلين أوميت بخصوص المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، إن الحزب منذ مؤتمره الأول، عقد جميع اجتماعاته ومؤتمراته على أساس تحديد مسار التاريخ وتطبيق ذلك عملياً على أرض الواقع.
نقطة تحول
وأضافت أن المؤتمر الثاني عشر يمثل نقطة تحول حاسمة ومهمة لمستقبل شعب كردستان وشعوب المنطقة والإنسانية، وبالقرارات التي اتخذها سيحدد عملية الفترة القادمة، ولا بدَّ من فهم ذلك بشكل جيد، نحن مصممون وعازمون على ذلك، ومضمون قراراتنا قائمة أيضاً هي على هذا النحو.
وقالت القيادية الكردية إن المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني لا يزال قيد النقاش، في إطار التقرير السياسي للقائد أوجلان، وأضافت: "نسعى إلى فهم العملية التي نحن بصددها، وتطبيق القرارات المتخذة عملياً على أرض الواقع بشكل صحيح وسليم، وعلى الجميع التعامل مع هذا المؤتمر وقراراته بشكل صحيح وإعطائها المعنى الصحيح".
نقاشات مهمة
ولفتت هيلين أوميت إلى أن هناك نقاشات مهمة في هذا السياق، فالجميع يناقش كيف وصلت العملية إلى المؤتمر، وكيف تم اتخاذ قرارات المؤتمر وما هي آثارها، حيث أن الخصوم والمؤيدين وأبناء الشعب الكردي يطرحون هذه الأسئلة.
وقالت إنه من المعروف كيف بدأت العملية وكيف انطلقت، "فنحن في خضم عملية مكثفة وموسعة للغاية منذ تشرين الأول (أكتوبر)، إنها فترة تتشابك فيها العديد من المشاعر والأفكار، حيث هناك تصميم كبير على التغيير والتحول، فحزب العمال الكردستاني الذي وضع بصمته على تاريخ كردستان الممتد على مدى 52 عاماً، أنهى وجوده التنظيمي، وقام بإجراء تغيير في برنامجه السياسي وفي استراتيجيته وأنهى الكفاح المسلح، الجميع يحاول فهم ذلك، ما الذي سيحدث؟ يحاول الأصدقاء والاعداء على حد سواء فهم ذلك".
وقالت: "نحن كحركة حاسمة في توازنات الشرق الأوسط، وضعنا لَبِنة في هذا الأمر، يحاول الجميع أن يفهم ويحدد مكانه وفقاً لذلك، هناك من يحاول أن يفهم ويستوعب حقاً، وهناك من يحاول بوعي أو بدون وعي تشويهها".
وتابعت: "فأولئك الذين يحاولون تشويهها عن عمد، هم الأوساط المنتفعة التي تحاول الاستفادة من العملية، وهم يحاولون تصوير الأمر على أنه فشل لحزب العمال الكردستاني، ومن يحاولون فهم ماهية العملية، يخوضون النقاش مستفسرين عن نوع النتيجة التي سيخلقها التطور الديمقراطي الثوري لصالح الشعب من خلال هذا التغيير الكبير".
المؤامرة الدولية
وقالت القيادية الكردية إنه عندما حدثت المؤامرة الدولية في عام 1998، كانت الدولة التركية غارقة في حالة من الهذيان، دخلوا في ذلك الجو قائلين "لقد ضيقنا الخناق عليهم وأجبرناهم على الخروج، وانتهينا منهم وانتهوا، ونحن من أخرجنا القائد آبو من دمشق وحاصرناه".
وأضافت أنه "في حين أن القائد آبو قال في تقييماته السابقة واللاحقة إنه نذ عام 1992 فصاعداً، كان في فترة انتظار، كان النضال قد وصل إلى مرحلة معينة، كان وجود الشعب الكردي قد أصبح ظاهراً للعيان في الشرق الأوسط وكردستان، كان الانبعاث الوطني، وولادة الأمة الكردية على أساس ديمقراطي قد حدث، ولكن كانت هناك مشاكل في الاستجابة لقضية الحرية، ولم يكن هناك تقدم في الحل السياسي للقضية الكردية".
وتابعت كذلك: "أدعو المهتمين والصادقين والمخلصين إلى البحث في هذا التاريخ، كيف وصل القائد آبو إلى هذه العملية، حيث أن هذه العملية تمثل عملية تاريخية مهمة جداً، ففي تلك الفترة بدأت القطيعة مع الحل للتوجه الدولتي".
وقالت هيلين أوميت إن "النقطة التي وصلنا إليها اليوم هي نتيجة العملية التحضيرية التي بدأها القائد في عام 1993 وتعمقت ضد المؤامرة الدولية بعد عام 2000، ولا يمكن تفسير ذلك بمقولة لم يعد بمقدورهم القيام بذلك، كما يعبّر المناهضون، بل على العكس، إنها خطوة ذات تأثير كبير جداً، إنها قفزة تكشف عن الوجود الكردي وتجعله فاعلاً مهماً، إنها قفزة تجيب على سؤال تعايش الواقع الوطني للكرد الذين يعيشون مع شعوب المنطقة، فالقرارات المتخذة في المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني تمهد الطريق لذلك".
واقع حزب العمال الكردستاني
وقالت إنه وفي الآونة الأخيرة، أصبح الجميع تقريباً يقومون بممارسة السياسة بشأن واقع حزب العمال الكردستاني وواقع الكرد، وهذا هو الحال في سوريا وإيران والعراق وتركيا، حتى التوازنات الداخلية في تركيا تعتمد على موقفها فيما يتعلق بالقضية الكردية، حيث إن الممارسات الداخلية المناهضة للديمقراطية وتصاعد الفاشية والضغط والقمع والأزمة الاقتصادية والتفكك الاجتماعي الداخلي مرتبطة بالنضال الذي نخوضه وأسلوبه".
وأضافت أنه "من خلال هذا التحوّل، فإننا نغيّر تركيا والشرق الأوسط، وسيصبح الحل الديمقراطي في الشرق الأوسط قفزة كبيرة للنضال العالمي من أجل الديمقراطية، ونحن في خضم هذه العملية، وحقيقةً إنه أمر يدعو إلى الإثارة والحماس، فنحن في خضم عملية تمهد الطريق أمام التجدد".
وقالةت أيضاً: "إننا نقيّم عمليتنا المتمثلة في التغيير والتحول هذه نتيجة إعداد كبير يقوم به قائدنا منذ 40 عاماً، ويجب على مجتمع تركيا ومثقفيها فهم هذه العملية بشكل جيد، وهذا الأمر ليس بسبب صعوبة أو ضيق، بل على العكس من ذلك، هو خطوة مخططة".
من زوايا العالم
أصداء المرأة
من زوايا العالم
أصداء المرأة