جددت جامعة الدول العربية، اليوم الأحد، دعوتها إلى أحرار العالم لتكثيف كافة أشكال الضغط السياسي والدبلوماسي والقانوني والشعبي على دولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بهدف منع توسيع العدوان الإسرائيلي ووقف جرائم الإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والدواء والوقود إلى القطاع المحاصر.
ودعت الجامعة العربية إلى تفعيل الجهود الرامية إلى عزل إسرائيل وفرض عقوبات عليها وملاحقة قادتها وشركائهم أمام المحاكم الدولية.
جاءت هذه الدعوات خلال كلمة السفير الدكتور سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية ورئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، خلال افتتاح المؤتمر السابع والتسعين لضباط اتصال المكاتب الإقليمية لمقاطعة إسرائيل، الذي عقد في مقر الأمانة العامة بالقاهرة.
وأوضح أبو علي أن المؤتمر ينعقد بعد أيام من اختتام أعمال القمة العربية في بغداد، التي جددت التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية والتشديد على ضرورة مقاطعة جميع الشركات المتورطة في أنشطة استيطانية داخل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967.
وندد أبو علي بتصاعد المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مشيراً إلى استشهاد أو إصابة واعتقال ما يقرب من 200 ألف فلسطيني، وتدمير أكثر من 80% من مباني ومنشآت القطاع، في ظل معدلات فقر وصلت إلى 100%، وانعدام الأمن الغذائي بنسبة 96%.
واتهم الاحتلال باتباع سياسة الأرض المحروقة وتدمير البنى التحتية ومراكز الإيواء والخدمات الصحية، إلى جانب فرض الوصاية على العمل الإنساني ومنع إدخال المساعدات منذ إغلاق المعابر في مارس الماضي.
ولفت الأمين العام المساعد إلى أن ما تشهده الضفة الغربية من تصعيد لا يقل خطورة، إذ تواصل قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين المسلحة عمليات الحرق والتدمير والاقتحامات والإعدامات الميدانية والاعتقالات، إلى جانب التوسع الاستيطاني وتهجير السكان وفرض الحصار والتمييز العنصري، ضمن سياسة استعمارية رسمية.
وشدد أبو علي على أهمية تفعيل مكاتب المقاطعة العربية، ورفع التقارير حول التزام الدول العربية بقرارات المقاطعة.
وأشار إلى أن قمة بغداد أصدرت قراراً بإدراج الجماعات الإسرائيلية المتطرفة التي تقتحم المسجد الأقصى وتدعم الاستيطان ضمن قوائم الإرهاب الوطنية، كما تم الإعلان عن قائمة سوداء بأسماء شخصيات إسرائيلية تبث خطاب الكراهية والإبادة للتحرك قانونياً ضدها على المستويين الوطني والدولي.
وأشاد أبو علي باتساع رقعة حركة المقاطعة العالمية في عواصم العالم، والتي تتزامن مع مظاهرات ضخمة تطالب بوقف الحرب على غزة ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ودعا إلى الاستمرار في رصد نشاط حركة المقاطعة وتقديم تقارير دورية لمجالس الجامعة، مؤكداً ضرورة مضاعفة الضغط على الاحتلال باستخدام أدوات القانون الدولي والمقاطعة الاقتصادية.
وفي ختام كلمته، طالب الأمين العام المساعد المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف جرائم الإبادة الجماعية ورفع الحصار عن غزة، الذي اعتبره شكلاً من أشكال العقاب الجماعي المجرم قانونياً، مؤكداً ضرورة إدخال كافة الاحتياجات الإنسانية العاجلة، بما في ذلك الوقود لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه.
من زوايا العالم
فضاءات الفكر
بين السطور
