بث تجريبي

صانع السلام يرحل .. من هو سري ثريا أوندر عضو وفد إمرالي؟

توفي السبت سري سريا أوندر نائب رئيس البرلمان التركي والسياسي المخضرم، الذي حظي باحترام مختلف أطياف السياسة في تركيا، لجهوده المتواصلة في سبيل إنهاء سنوات من الصراع بين الترك والمكون الكردي في البلاد، عن عمر يناهز 62 عاماً.

وتسببت وفاة سري سريا أوندر في حالة من الحزن داخل الأوساط السياسية الكردية والتركية، لما قام به من جهود لسنوات طويلة من أجل السلام والعيش المشترك بين كافة مكونات الدولة التركية، لا سيما في الفترة الأخيرة، وما نتج عنها بإعلان الزعيم الكردي عبدالله أوجلان نداء السلام والمجتمع الديمقراطي.

وترصد "المبادرة" بعض المعلومات التي توصلت إليه عن سري سريا أوندر:

- ولد أوندر عام 1962 لعائلة اشتراكية تركية في أديامان الواقعة جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية.

- نشأ سري سريا أوندر منغمساً في الثقافتين الكردية والتركية، واستمر في لعب دور رئيسي في المساعدة من أجل تسهيل محادثات السلام التي بدأت في عام 2013.

سجن 3 مرات

- كان عمره 16 عاماً عندما ذهب إلى السجن لأول مرة، بعد انضمامه إلى مظاهرة.

- بعد الانقلاب العسكري في عام 1980 سُجن مرة أخرى بسبب انضمامه إلى احتجاج طلابي، حيث قضى سبع سنوات خلف القضبان وتعرض للتعذيب.

- سجن للمرة الثالثة لمدة عام سنة 2018 لمدة عام، بتهمة نشر دعاية داعمة للإرهاب، وهي التهمة التي كان يلصقها النظام التركي بغالبية المعارضين من الكرد.

مسيرة مهنية متنوعة

- قبل دخوله عالم السياسة، كانت لديه مسيرة مهنية متنوعة، حيث عمل كمتدرب مصور، وسائق شاحنة، وباني، وكاتب عمود.

- كما كتب وشارك في التمثيل في فيلم "بينيلمليل" (الأممية) عام 2006، والذي يدور حول القمع بعد انقلاب عام 1980، وهو فيلم كان هدفه زرع الأمل رغم هزيمة اليسار في البلاد وإحباطه.

- بعد دخوله البرلمان في عام 2011، أصبح أوندر شخصية سياسية بارزة خلال احتجاجات حديقة جيزي عام 2013 التي بدأت في إسطنبول بسبب خطط لهدم الحديقة، حيث قال إنه يمثل الأشجار أيضاً.

صانع السلام

- ولكونه رجل سلام، رأى فيه كثير من الترك والكرد أنه خبير حقيقي في الحديث عن كافة الإشكاليات التي تواجه المجتمعين الكردي والتركي.

- برز اسمه خلال الأشهر الماضية كصانع سلام عندما سافر 3 مرات إلى جزيرة إمرالي للقاء عبد الله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني، كجزء من وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب المناصر لحقوق الأقليات فيما عرف بـ"وفد إمرالي".

- أسهمت تحركاته عن إطلاق الزعيم الكردي أوجلان مبادرته الشهيرة من أجل السلام، حيث دعا حزبه العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح، وعقد اجتماع قريباً لاتخاذ قرار بحل الحزب.

- دخل المستشفى الشهر الماضي إثر وعكة صحية مفاجئة، وهناك يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويغادر الحياة، لكن سيرته كصانع للسلام باقية.

عبّر الزعيم الكردي عبد الله أوجلان في رسالة عن حزنه العميق لرحيل سري ثُريا أوندر، وقال إنه كان يحمل هوية حقيقية للسلام وثقافة السلام.

أعرب الزعيم الكردي عبد الله أوجلان في رسالته عن حزنه لوفاة شهيد السلام والديمقراطية سري ثريا أوندر. وقال عبدالله أوجلان: “قلوبنا مليئة بحزن عميق لرحيل سري ثريا أوندر”، مؤكدًا أن أوندر كان الابن والرفيق الحقيقي لتقاليد الأناضول والتركمان وجميع الشعوب والمجتمعات.

وجاء في رسالة الزعيم عبد الله أوجلان:

” استذكاراً لسري ثريا أوندر

رحيل السياسي سري ثريا أوندر أحزن قلوبنا. لقد كان شخصًا عظيمًا، وابنًا بارًا للشعب. فقدت تقاليد الأناضول والتركمان ابنًا عظيمًا، وفقدت جميع مجتمعات وشعوب منطقتنا رفيقًا عزيزًا. أتقدم بأعمق مشاعر الاحترام لذكراه. في يوم 27 فبراير/شباط، خلال آخر لقاء لنا، كتب العبارة الأخيرة التي كررناها معًا، وكان يرغب في قراءتها بنفسه. كان يتمتع بإرادة فريدة وعمل دؤوب من أجل التعايش السلمي. امتلك مهارة استثنائية في تحويل الجوانب السلبية إلى إيجابية. كان هوية حقيقية للسلام وثقافة سلام.

كان يدرك جيدًا أن السلام وعملية السلام سيفيداننا جميعًا، وكان هذا أمنيته الكبرى. هذا الأمل لا يُترك في المنتصف أبدًا. من المهم لنا جميعًا أن نحمل هذه الروح نحو السلام ونكللها باسم سري ثريا أوندر.

مرة أخرى، أعبر عن تعازي القلبية بوفاته، وأقدم تعازيي الصادقة لعائلته، وأصدقائه، وأحبائه، وجميع شعوبنا العزيزة”.

 

 

قد يهمك