أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنها نفذت خلال الفترة الماضية مئات العمليات النوعية ضد خلايا تنظيم داعش، تنوعت بين مداهمات دقيقة وعمليات استباقية وتعقب للخلايا النائمة، وأسفرت عن إلقاء القبض على عشرات العناصر المتورطة في أنشطة إرهابية، وتحييد آخرين، إلى جانب تفكيك شبكات الدعم اللوجستي، وتدمير أوكار ومخابئ التنظيم، وضبط كميات من الأسلحة والعبوات الناسفة قبل استخدامها في استهداف المدنيين والمؤسسات الرسمية.
وأكدت قوات سوريا الديمقراطية أن هذه العمليات تأتي امتدادًا لمسار طويل من التضحيات، حيث تحملت، على مدار أكثر من عشر سنوات، العبء الأكبر في محاربة تنظيم داعش، وقدمت آلاف الشهداء والجرحى دفاعًا عن شعوب المنطقة وعن القيم الإنسانية في مواجهة أحد أكثر التنظيمات الإرهابية وحشية.
حماية المدنيين ومنع عودة التنظيم:
وأشارت القوات إلى أن العمليات الأمنية والعسكرية لعبت دورًا حيويًا في حماية ملايين المدنيين، والحفاظ على حالة الاستقرار النسبي، ومنع تنظيم داعش من إعادة تنظيم صفوفه أو تنفيذ هجمات تهدد حياة السكان، خاصة في ظل الظروف الإقليمية المعقدة ومحاولات بعض الأطراف استغلال الثغرات الأمنية.
كما أوضحت قوات سوريا الديمقراطية أنها تتحمل عبئًا أمنيًا كبيرًا في حماية مخيمات وسجون عناصر داعش، معتبرة أن هذه المهمة تشكل خط دفاع أساسي لمنع إعادة إنتاج الإرهاب وسد ثغرة خطيرة في الأمنين الإقليمي والدولي.
وثمّنت القوات الدعم المستمر والفعال الذي يقدمه التحالف الدولي في إطار مكافحة تنظيم داعش، سواء على مستوى التنسيق العملياتي أو الدعم الفني والاستخباراتي، مؤكدة أن هذا التعاون أسهم بشكل مباشر في رفع كفاءة العمليات وتعزيز الجهود المشتركة ضد خطر عابر للحدود.
وشددت قوات سوريا الديمقراطية على أن تنظيم داعش، رغم تراجع قدراته، لا يزال يمثل تهديدًا أمنيًا قائمًا، ويسعى لاستغلال أي حالة فوضى أو فراغ أمني لزعزعة الاستقرار وبث الخوف بين المدنيين، ما يستدعي استمرار العمل الأمني المنظم وعدم التهاون مع أي نشاط إرهابي.
وأكدت القوات أن جميع عملياتها تُنفذ مع الالتزام الكامل بالقوانين والضوابط، وبالتنسيق مع المكونات المحلية، وبالتعاون مع الشركاء الدوليين، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن مكافحة الإرهاب مسؤولية جماعية تتطلب مقاربة شاملة أمنية ومجتمعية وفكرية، وليس عسكرية فقط.
حصيلة عمليات 2025 بالأرقام:
وفي ملخصها السنوي، كشفت قوات سوريا الديمقراطية عن تنفيذ 163 عملية أمنية وعسكرية خلال عام 2025، بينها 3 عمليات تمشيط واسعة، و128 عملية مداهمة لأوكار داعش، و32 اشتباكًا مباشرًا مع عناصر التنظيم. وأسفرت العمليات عن اعتقال 140 عنصرًا من داعش، والقضاء على 13 عنصرًا بينهم 3 متزعمين، إضافة إلى تفكيك 79 عبوة ناسفة.
وبحسب الإحصائية، تركزت 70% من العمليات في المناطق الريفية، و20% في المدن والبلدات، و10% على الطرق الحيوية. فيما تمثلت أبرز تهديدات داعش في الاعتماد على الخلايا الصغيرة والنائمة، واستخدام العبوات الناسفة والكمائن المحدودة، ومحاولات استهداف المدنيين والبنى الخدمية، إلى جانب نشاط دعائي وتحريضي عبر وسائل إعلام بديلة.
وخلصت قوات سوريا الديمقراطية إلى أن هذه العمليات أسهمت في تقليص القدرة العملياتية لتنظيم داعش، وتفكيك شبكات دعمه اللوجستي، ومنع تنفيذ عشرات الهجمات التي كان التنظيم يخطط لها، وتعزيز الاستقرار الأمني في المنطقة.
وأكدت القوات أن استمرار هذه العمليات، وتعزيز التنسيق مع التحالف الدولي، ومعالجة أسباب الفوضى الأمنية في بقية المناطق السورية، يمثل ضرورة ملحّة لمنع أي عودة محتملة لتنظيم داعش تحت أي مسمى أو ذريعة.
