بث تجريبي

معارك السودان تؤدي إلى تفشي الحصبة في دارفور وسط توقف حملات التطعيم

تشهد ولايات دارفور السودانية تفشيًا متسارعًا لمرض الحصبة، في وقت تعاني فيه القدرة الصحية على الاستجابة بسبب الحرب المستمرة وانهيار الخدمات الأساسية، ما يزيد من خطورة الوضع الصحي للأطفال والمجتمعات المحلية.

تسجيل آلاف الإصابات والوفيات

أعلنت السلطات الصحية في جنوب دارفور تسجيل 31 حالة جديدة من مرض الحصبة في محليات الولاية، حيث شملت الإصابات 17 حالة في نيالا شمال، و13 حالة في بلدية نيالا، وحالة واحدة في السلام. وأفاد التقرير بأن إجمالي الإصابات منذ بداية العام وصل إلى نحو 1878 حالة، بينها 17 وفاة، في حين لا تزال تقارير محلية من شرق جبل مرة تصل بشكل أسبوعي دون تفاصيل دقيقة.

توزع الإصابات حسب المحليات

سجلت محلية شرق جبل مرة أعلى عدد من الإصابات بواقع 1103 حالات، تلتها نيالا شمال بـ390 إصابة و10 وفيات، وبلدية نيالا بـ276 إصابة و3 وفيات، إلى جانب إصابات متفرقة في مرشنج ودمسو ورهيد البردي وكاس وعد الفرسان والسلام وبلبل وقريضة وبرام والسنطة.

وفي شرق دارفور، أفاد أزرق حسن حميدة من وزارة الصحة بتسجيل أربع حالات فقط خلال نوفمبر، مؤكداً تعافي جميع المصابين وعدم تسجيل أي إصابات جديدة حتى نهاية ديسمبر، بينما كشف محمد موسى مدير عام وزارة الصحة في غرب دارفور أن عدد الإصابات منذ بداية العام بلغ نحو 1500 حالة، مع تسجيل فوربرنقا العدد الأكبر، تليها الجنينة وكرينك.

توقف حملات التطعيم سبب رئيسي

وأشار موسى إلى أن توقف حملات التطعيم خلال عامي 2023 و2024، بالإضافة إلى النزوح الواسع وتراكم الأطفال غير المطعّمين، ساهم في انتشار المرض. وأكد مدير مستشفى الجنينة أن حملة تطعيم جديدة ستنطلق في السابع من الشهر الجاري بعد وصول الإمدادات الطبية، لتعويض النقص وتأمين حماية الأطفال.

تحذيرات منظمة أطباء بلا حدود

في سياق متصل، حذرت منظمة أطباء بلا حدود من اتساع رقعة الحصبة، موضحة أن فرقها عالجت أكثر من 1300 حالة منذ سبتمبر. وأشار منسق الطوارئ أحمد فاضل إلى أن التأخير في نقل اللقاحات وضعف التنسيق بين الجهات الصحية يترك أعداداً كبيرة من الأطفال دون حماية، رغم إمكانية الوقاية من الحصبة.


يأتي تفشي الحصبة في دارفور في ظل تدهور حاد في القطاع الصحي نتيجة الحرب المستمرة، حيث أدت المعارك والنزوح وضعف برامج التحصين إلى خلق بيئة مناسبة لانتشار الأمراض المعدية، ما يستدعي استجابات عاجلة ومنسقة تضع صحة الأطفال والمجتمعات في مقدمة الأولويات.

قد يهمك