بث تجريبي

الاتحاد الأوروبي يعتمد الاقتراض المشترك لتمويل أوكرانيا بعد قمة ماراثونية رغم رفض ثلاث دول

بعد 16 ساعة من المفاوضات الماراثونية، توصل قادة الاتحاد الأوروبي أخيرًا إلى اتفاق لتمويل أوكرانيا، لكن النتيجة جاءت مغايرة تمامًا للخطة الأصلية، فبدلاً من استخدام الأصول الروسية المُجمَّدة كما كان مخططًا، اعتمد الاتفاق على الاقتراض المشترك للاتحاد، رغم رفض ثلاث دول التوقيع عليه.

برز رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر كرائد مقاومة سياسية، إذ ظل الصوت المعارض الوحيد لاستخدام الأصول الروسية، محذرًا من تعرض بلاده لانتقام روسي محتمل. استخدم دي ويفر تكتيكًا سياسيًا ذكياً بالاستمرار في التفاوض طوال اليوم، قبل أن يطرح مطلبًا صعبًا جعل الاقتراض المشترك الخيار الوحيد المتاح.

كما لعبت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني دورًا حاسمًا في إدارة المفاوضات، إذ أحكمت السيطرة على توقيت تدخلها في الملف بعد انهيار خطة الأصول المُجمَّدة، لتساهم في حسم الاتفاق. رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا نجح أيضًا في اختتام القمة في يوم واحد، محافظًا على حياده بين الأطراف المختلفة، ما مكّنه من تمرير الاتفاق بسلاسة.

وفيما يتعلق بالمكاسب، حصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على التمويل المطلوب، وأوفت أوروبا بالتزاماتها لدعم أوكرانيا، بينما احتفظ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأصوله المُجمَّدة، وترك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خيار استخدامها كورقة ضغط مستقبلية.

على الجانب الآخر، تكبد المستشار الألماني فريدريش ميرز ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين هزائم سياسية ملموسة، إذ فشلت خطة استخدام الأصول الروسية المُجمَّدة التي دافعا عنها بشدة. أما الدول الثلاث المنشقّة، المجر وسلوفاكيا والتشيك، فقد نجحت في تجنب الالتزام المباشر بإرسال أموال، لكنها قد تواجه تداعيات سياسية داخل الاتحاد الأوروبي مستقبلاً.

ويشير تحليل صحيفة "بوليتيكو" إلى أن هذه القمة أبرزت الفروقات بين معسكر المقتصدين المؤيدين للاقتراض المشترك والمعارضين للأصول المُجمَّدة، كما أبرزت براعة بعض القادة في فرض واقع سياسي جديد داخل الاتحاد الأوروبي، ما يجعل الاتفاق النهائي مثالًا على قدرة الدبلوماسية الأوروبية على التوصل إلى حلول وسطى رغم التوترات الشديدة والخلافات العميقة.

قد يهمك