بث تجريبي

النووي الإيراني على طاولة اللقاء بين السلطان هيثم وبوتين

بحث السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عُمان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء ملف المحادثات النووية الإيرانية خلال لقائهما في موسكو، وهو أمر كان متوقعا في ضوء مسعى من السلطان هيثم لتوفير ضمانات النجاح للجولة الثالثة من المفاوضات التي ستجرى السبت في مسقط.

وبالإضافة إلى الاهتمام بالملف النووي الإيراني في لقاء السلطان هيثم وبوتين، حظيت العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وروسيا بمساحة كبيرة في الزيارة، حيث توصل الطرفان إلى سلسلة من الاتفاقيات كان على رأسها توقيع اتفاقية للإعفاء المتبادل من التأشيرات.

وتأتي زيارة سلطان عُمان إلى موسكو بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ولقائه المسؤولين الروس ومن بينهم الرئيس بوتين، وهو ما يجعل موسكو على بينة كاملة من كيفية تفكير الإيرانيين في التعامل مع المفاوضات الجارية بشأن برنامجهم النووي، كما أنها من الممكن أن تضغط عليهم من أجل التفاعل بإيجابية مع وساطة مسقط خاصة أن الأمر لا يقبل التلكؤ أو شراء الوقت، مثلما كان يحدث في السابق.

وفيما يراهن المسؤولون الإيرانيون على روسيا في مساعدتهم على التهرب من الضغوط الأميركية بشأن التوصل إلى اتفاق ملزم، فإن موسكو تريد إظهار موقف أكثر حزما من الموضوع كرسالة تفاعل مع مواقف إيجابية صادرة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاهها.

وما يهم سلطنة عُمان أن تشرح للروس ومن ورائهم الإيرانيين أن إدارة ترامب لا تسمح لطهران باللعب على الوقت، وضرورة الاستفادة من فرصة المفاوضات للوصول إلى حل بالتراضي بدل التصعيد العسكري.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية قوله إن بوتين ناقش برنامج إيران النووي الثلاثاء في محادثات مع سلطان عُمان.

وأفادت الوكالة نقلا عن أوشاكوف “ناقشنا ما أحرزته المفاوضات بين الممثلين الإيرانيين والأميركيين من تقدم.” وأضاف “سنرى ماذا ستكون النتائج. نُبقي على اتصال وثيق مع زملائنا الإيرانيين. وسنقدم المساعدة قدر الإمكان.”

وهدد ترامب بقصف إيران ما لم تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة. وتنفي إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي. ووقَعت روسيا معاهدة شراكة إستراتيجية مع إيران في يناير، وتسعى أيضا إلى تحسين العلاقات مع إدارة ترامب.

ولعبت روسيا دورا في المحادثات النووية مع إيران، وكانت أحد الأطراف الموقّعة على اتفاق نووي سابق في 2015. ولم يكن الملف النووي هو محور زيارة سلطان عُمان إلى روسيا، حيث توصل الطرفان إلى سلسلة من الاتفاقيات.

ووقّع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي اتفاقية إلغاء التأشيرات بين البلدين. وأكد السلطان هيثم حرص بلاده على تطوير علاقات مميزة ومفيدة مع روسيا، وأشار إلى وجود فرص واعدة للتعاون في مجالات متعددة، على رأسها الطاقة والزراعة والتجارة.

وأعرب سلطان عُمان عن تفاؤله بإمكانية تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع روسيا في الفترة المقبلة، وقال “نسعى لتكون العلاقات بين روسيا وسلطنة عُمان مميزة ومفيدة تخدم شعوب البلدين. وقد التقينا صباح اليوم مع مجموعة من رجال الأعمال، الذين أبدوا اهتمامهم في تطوير هذه العلاقة، هناك الكثير من المجالات للتعاون سواء في الطاقة أو في الزراعة أو في التجارة، وقد باشر العديد من رجال الأعمال في فتح مكاتب (في روسيا) وتبادل الزيارات.”

كما لفت سلطان عُمان إلى اهتمام بلاده بزيادة الاستثمارات المشتركة. من جهته أشاد الرئيس الروسي بعلاقات بلاده مع سلطنة عُمان، داعيا لتعزيز التعاون في مجالات عدة منها النقل والاستثمارات المتبادلة والزراعة.

pp

وأكد بوتين اهتمام الشركات الروسية، بما في ذلك شركات الطاقة، في تطوير العلاقات مع سلطنة عُمان، مشيرا إلى أنه تم التحضير لحزمة من الاتفاقات والوثائق لتوقيعها والتي ستعطي زخما للعلاقات الثنائية.

وذكر أن موسكو ومسقط تحتفلان هذا العام بالذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

كذلك أعلن الرئيس الروسي عن خطة لعقد قمة بين روسيا والدول العربية هذا العام، وفي هذا الصدد دعا بوتين سلطان عُمان للمشاركة في القمة الروسية – العربية المقررة في 2025.

ووفقا لبيانات الجمارك الروسية فقد ارتفع حجم التجارة المتبادلة بين روسيا وسلطنة عُمان في 2022 بنسبة 46.1 في المئة إلى 250.8 مليون دولار مقارنة بالعام الذي قبله 2021.

وأظهرت البيانات ارتفاع الصادرات الروسية إلى سلطنة عُمان بنسبة 46.3 في المئة إلى 246.8 مليون دولار، في حين ارتفعت الواردات الروسية من سلطنة عُمان بنسبة 33.5 في المئة إلى 4 ملايين دولار.

واستحوذت المنتجات الغذائية والمواد الزراعية والمعادن والمنتجات المعدنية على الصادرات الروسية إلى عُمان في 2022. وبحلول نهاية عام 2023 ارتفع حجم التجارة المتبادلة بين البلدين بنسبة 60 في المئة وتجاوز 400 مليون دولار.

ويتطور التعاون في القطاع غير المرتبط بالمواد الأساسية بشكل نشط بين البلدين، ولاسيما تصدير منتجات الأنابيب لصناعة النفط والغاز.

كما يمتلك البلدان إمكانات كبيرة للتعاون في المجمع الزراعي والصناعي، حيث تعد روسيا المورد الرئيسي للقمح إلى السلطنة (أكثر من 275 ألف طن في عام 2023)، في حين تصدر عُمان الأسماك بشكل رئيسي إلى روسيا.

وفي مجال الطاقة، أعربت العديد من الشركات الروسية عن اهتمامها للمشاركة في تطوير حقول طاقة في سلطنة عُمان. كما أبدت شركة “غازبروم” اهتمامها في بناء خط أنابيب غاز من إيران إلى ميناء صحار.

قد يهمك