يشكّل محمد صلاح، نجم منتخب مصر وليفربول، واحدة من أبرز العلامات التجارية في كرة القدم العالمية خلال السنوات الأخيرة، بعدما تجاوز تأثيره حدود المستطيل الأخضر ليصبح ظاهرة رياضية وإعلامية واقتصادية بكل المقاييس، ومع تداول عروض سعودية قد تصل قيمتها إلى 150 مليون جنيه إسترليني سنوياً، يبرز سؤال جوهري: ما الذي يجعل صلاح يستحق هذا الرقم الضخم؟
أولى الأسباب ترتبط بالقيمة التسويقية الهائلة للنجم المصري، الذي يمتلك قاعدة جماهيرية ممتدة عبر الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وحتى أمريكا الشمالية.
يضمن وجود صلاح في أي نادٍ ارتفاع نسب المشاهدة، وتضاعف الاهتمام الإعلامي، ونمو عدد المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، وهي مكاسب تعتبرها الأندية استثماراً مباشراً لا مجرد صفقة رياضية.
يُنظر إلى صلاح كرمز رياضي وثقافي على مستوى الشرق الأوسط، ما يجعله هدفاً استراتيجياً للدوري السعودي الساعي لتعزيز مكانته الدولية. التعاقد مع لاعب عربي بحجم صلاح سيخلق زخماً جماهيرياً غير مسبوق، ويمنح كرة القدم السعودية انتشاراً أوسع في المنطقة والعالم.
يمتلك محمد صلاح سجلاً استثنائياً في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الأبطال، جعله من أكثر اللاعبين ثباتاً وتأثيراً في العقد الأخير. ولم يكتفِ صلاح بالأداء، بل حصد ثلاث جوائز لأفضل لاعب في إنجلترا خلال أعوام 2017–2018 و2021–2022 و2024–2025، متفوقاً على نجوم تاريخيين مثل آلان شيرر وتيري هنري وكريستيانو رونالدو وكيفين دي بروين.
وشهد الموسم الماضي تألقاً استثنائياً، إذ توّج بخمس جوائز فردية، منها الحذاء الذهبي، وأفضل صانع ألعاب، وجائزة رابطة اللاعبين المحترفين، وجائزة رابطة الكتاب الرياضيين بعد حصوله على 90% من الأصوات، ليواصل كتابة فصول جديدة في مسيرته الذهبية.
السبب الرابع يتعلق بالعائد التجاري المتوقع من انضمام صلاح؛ إذ يمكن لأي نادٍ أن يحقق أرباحاً هائلة من بيع القمصان والرعايات التجارية وحقوق البث، إضافة إلى فتح أسواق عربية وإفريقية وآسيوية جديدة. تلك العوائد تجعل استثمار 150 مليون جنيه إسترليني خطوة ذات مردود اقتصادي وإعلامي مؤكد.
تسعى الأندية السعودية منذ انطلاق مشروع تطوير الرياضة إلى استقطاب نجوم عالميين بهدف تعزيز مكانة الدوري السعودي وزيادة قوته التسويقية، ومع النجاحات التي حققتها صفقات كريستيانو رونالدو ونيمار وغيرهما، ظهر محمد صلاح كخيار مثالي لتوسيع الحضور العربي وإضافة قيمة رياضية وتجارية غير مسبوقة.