أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو استعداده لإجراء محادثات مباشرة مع مسؤولين في الإدارة الأميركية، في ظل تزايد الضغوط السياسية والعسكرية التي تمارسها واشنطن على حكومته، واستمرار الأزمة السياسية التي تعيشها فنزويلا منذ سنوات.
وقال مادورو إنه مستعد للقاء مسؤولين أميركيين “وجهًا لوجه”، وذلك بعد ساعات من تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد فيها أنه لا يستبعد نشر قوات برية في فنزويلا. وتتهم واشنطن مادورو بقيادة شبكة لتهريب المخدرات، بينما ينفي الرئيس الفنزويلي هذه الاتهامات، متهمًا الإدارة الأميركية بالسعي لزعزعة الاستقرار والسيطرة على احتياطيات النفط في بلاده.
ومنذ بدء الولاية الثانية لترامب في يناير الماضي، كثّفت الولايات المتحدة ضغوطها على كاراكاس، ورفعت المكافأة المرصودة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو إلى 50 مليون دولار. كما أطلقت عملية موسعة لمكافحة المخدرات تستهدف قوارب تقول إنها تستخدم لتهريب المخدرات نحو الأراضي الأميركية.
وأدّت الضربات الأميركية على القوارب المستهدفة إلى مقتل أكثر من 80 شخصًا، معظمهم في منطقة الكاريبي، وفق تقارير إعلامية. وأكد وزير الحرب الأميركي بيت هيجسيث أن عملية “الرمح الجنوبي” تهدف إلى “إزالة إرهابيي المخدرات من نصف الكرة الغربي”. لكن خبراء قانونيين شكّكوا في شرعية هذه العمليات في ظل غياب أدلة موثوقة على وجود مخدرات على متن القوارب المستهدفة.
وأثار انتشار قوات أميركية، من بينها حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد فورد”، تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن تمهّد لعملية تهدف إلى إزاحة مادورو. وبينما نفى ترامب نيته شن حرب على فنزويلا، فإنه لم يستبعد احتمال نشر قوات أميركية على الأرض، مشيرًا إلى أنه قد يجري محادثات مباشرة مع الرئيس الفنزويلي.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية نيتها تصنيف “كارتل دي لوس سولس”، الذي تقول واشنطن إن مادورو يقوده، منظمة إرهابية أجنبية ابتداءً من 24 نوفمبر. ويرى مراقبون أن هذا التصنيف قد يُستخدم لتبرير ضربات عسكرية داخل الأراضي الفنزويلية، في حال واصلت واشنطن اتهامها للمجموعة بالضلوع في تهريب المخدرات.
في المقابل، وجه مادورو رسائل مباشرة إلى الشعب الأميركي دعا فيها إلى الحوار ورفض الحرب، مؤكدًا استعداده للتحدث مع أي مسؤول أميركي. وتأتي هذه التصريحات بعد فشل عدة محاولات تفاوض سابقة، شملت وساطات نرويجية وأخرى بدعم من الفاتيكان.
وتواصل زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو – الحائزة على جائزة نوبل للسلام – الضغط على الجيش لتغيير موقفه من حكومة مادورو، معتبرة أن البلاد “على أعتاب مرحلة جديدة”. ودعت ماتشادو إلى محاسبة مادورو وحلفائه على “انتهاكات حقوق الإنسان”، مؤكدة ضرورة توحيد صفوف المعارضة لإحداث انتقال سياسي.
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم