ضرب الإعصار فونغ وونغ، الذي وصفته السلطات الفلبينية بأنه “فائق القوة”، مناطق واسعة من البلاد قبل أن يواصل مساره نحو تايوان، مخلفًا دمارًا هائلًا جراء الرياح العاتية والأمطار الغزيرة التي اجتاحت مناطق عدة.
ووفقًا لتقارير حكومية، فقد أدى الإعصار إلى مقتل شخصين على الأقل وإجبار أكثر من 1.4 مليون شخص على النزوح من منازلهم إلى مراكز إيواء مؤقتة، في واحدة من أكبر عمليات الإجلاء التي شهدتها الفلبين خلال السنوات الأخيرة.
ويأتي هذا الإعصار بعد أيام فقط من مرور إعصار “كالمايغي” الذي خلّف أكثر من 224 قتيلًا وأضرارًا بالغة بالبنى التحتية.
بدأت العاصفة رحلتها عبر الساحل الشرقي للفلبين يوم الأحد، مغطيةً معظم البلاد بعواصفها الشديدة التي اقتُلعت الأشجار وأغرقت القرى في المناطق الجنوبية.
وقد أصدرت الحكومة أوامر بإغلاق المدارس والمكاتب الحكومية في أجزاء واسعة من جزيرة لوزون، بما في ذلك العاصمة مانيلا، وسط توقعات بأمطار غزيرة لم تكن على قدر ما كان متوقعًا في بعض المناطق.
وفي مقاطعة أورورا، حيث لامس الإعصار اليابسة أول مرة، أفادت فرق الإنقاذ أن السلطات لم تتمكن من تقييم حجم الدمار الكامل بعد، بسبب انقطاع الطرق وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتضررة.
كما تسببت الرياح التي تجاوزت سرعتها 200 كيلومتر في الساعة في تدمير خطوط الكهرباء وتعطيل شبكات الاتصال في عدد من المدن الساحلية.
من جانبها، أعلنت هيئة الأرصاد التايوانية رفع حالة التأهب إلى أعلى درجاتها، استعدادًا لوصول الإعصار إلى السواحل الجنوبية خلال الساعات المقبلة. ودعت السلطات المواطنين إلى البقاء في منازلهم وتأمين الممتلكات تحسبًا لرياح قوية وفيضانات محتملة.
تأتي هذه الكارثة ضمن موسم الأعاصير العنيف الذي يضرب منطقة المحيط الهادئ هذا العام، حيث شهدت الفلبين وحدها مرور أكثر من ثمانية أعاصير كبرى منذ بداية 2025، ما تسبب في خسائر بشرية ومادية فادحة وأثار مخاوف من تفاقم آثار التغير المناخي على المنطقة.