بث تجريبي

باحثون صينيون يختبرون أسلوبًا جوّيًا لكبح سحب "القنبلة القذرة" قبل انتشارها الواسع

نشرت فرق بحثية مرتبطة بجيش التحرير الشعبي الصيني نتائج اختبار ميداني ومحاكاة لحماية جوية محتملة ضد هجوم بقنبلة "قذرة"، أظهر الباحثون أن تقنية جديدة قد تقيّد انتشار سحب الغبار المشع إذا نُفذت بسرعة وكفاءة عالية.

أوضح التقرير أن "القنبلة القذرة" ليست سلاحًا نوويًا تفجيريًا بالمعنى التقليدي، بل تجمع بين متفجرات تقليدية ومواد مشعة (مثل السيزيوم أو البلوتونيوم) لبعثرة جسيمات مشعة تحول الهواء إلى سحابة ملوَّثة قد تترك آثارًا بيئية وصحية وخيمة على نطاق واسع.

في التجربة، نفّذ الفريق انفجارًا ميدانيًا في ظروف جوية هادئة وعلى سطح خرساني لمحاكاة بيئة حضرية، واستخدموا صبغات أثرية غير مشعة كمتتبعات وكشافات وصورًا جوية لتحليل حركة السحابة عموديًا وأفقيًا. أظهرت المحاكاة أن قنبلة واحدة قد تولّد منطقة ملوَّثة تقارب 10 كيلومترات مربعة، تشمل ما وصفه الباحثون بمنطقة "قاتلة" تتجاوز فيها الجرعات الإشعاعية حدود 1 سيفرت، فضلاً عن نطاقات تطلب إخلاء وتنظيفًا شاملاً.

كمدخل عملي، اقترح الفريق نظام استجابة جوية عاجل يعتمد على إطلاق صواريخ تحمل عوامل كابحة تُحقَن في الطبقات العليا للسحابة خلال دقائق من الانفجار. تعمل هذه العوامل على تجميع واندماج الجسيمات الدقيقة إلى كتلات أثقل تسقط سريعًا قرب مصدر التلوث بدلاً من أن تنقلها الرياح لمسافات بعيدة — مبدأ يشابه تقنيات "تلقيح السحب" لكنه مخصص لترسيب الملوثات الإشعاعية.

بناءً على نتائج المحاكاة، فإن رفع كفاءة الكبح إلى أكثر من 50% يحدّ كثيرًا من مناطق الخطر، وعندما تصل الكفاءة إلى نحو 90% تختفي عمليًا منطقتا التدخل والإخلاء الواسعان — بشرط أن تُنفَّذ عمليات الإطلاق خلال نافذة زمنية ضيقة. وحذّر الباحثون من أن بلوغ كفاءة تقارب 90% يقتضي إطلاق الصواريخ خلال ما يقارب دقيقتين من التفجير، لأن أي تأخير يزيد من صعود السحابة واتساعها إلى ارتفاعات يصعب احتواؤها.

جاءت الدراسة في وقت تتزايد فيه المخاوف العالمية من تطورات نووية وتجارب صاروخية متقدمة، وخلص الباحثون إلى أن تقنيات القمع الإشعاعي الجوّي قد تكون جزءًا من منظومة دفاعية وطنية ومدنية متكاملة، لا سيما في الدول التي تتركز فيها محطات توليد الطاقة النووية على سواحل مأهولة.

قد يهمك