في مشهد غير مألوف لأحد أكثر زعماء العالم تحفظًا، ظهر الرئيس الصيني شي جين بينج خلال قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "أبيك" في كوريا الجنوبية، بابتسامة عريضة ومزاح عفوي، في لقطات نادرة تخالف الصورة الجادة التي لطالما رسمتها له وسائل الإعلام الصينية الرسمية طوال سنوات حكمه.
وعادة ما يُعرف "شي" بصرامته الشديدة وعدم تسامحه مع الهفوات، إذ بنى مكانته كأقوى زعيم شيوعي منذ ماو تسي تونج على أساس الانضباط ومحاربة الفساد. غير أن صورًا نشرها البيت الأبيض مؤخرًا أظهرت جانبًا إنسانيًا غير معتاد من الزعيم الصيني، حيث بدا أكثر ودًّا وانفتاحًا، بحسب شبكة "سي إن إن".
وخلال قمة "أبيك" في مدينة بوسان الكورية، التقى "شي" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اجتماع ثنائي حظي باهتمام واسع وسط توترات اقتصادية حادة بين بكين وواشنطن. ورغم الأجواء الجادة للمباحثات التي تناولت ملفات حساسة مثل المعادن النادرة ورقائق الكمبيوتر، أظهرت الصور لحظات ودّ نادرة، إذ بدا "شي" مبتسمًا بعفوية بينما يريه ترامب ورقة على الطاولة، في مشهد التقط جانبًا أكثر دفئًا في العلاقة بين الزعيمين.
وبعد يومين من ذلك اللقاء، شهدت العاصمة الكورية سول موقفًا طريفًا آخر، حين تبادل "شي" الهدايا مع رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونج. فقد أهداه الأخير لوحة خشبية للعبة "جو" التقليدية، فيما قدم "شي" وزوجته هاتفين من إنتاج شركة "شاومي" الصينية. وضحك الحضور عندما سأل الرئيس الكوري مازحًا: "كيف هو أمن الاتصالات؟" ليجيبه "شي" ضاحكًا: "يمكنك أن تتحقق بنفسك مما إذا كان هناك باب خلفي أم لا."
وحملت هذه الدعابة إشارة ضمنية إلى الجدل الدائر حول أمان الأجهزة الصينية، وهو موضوع طالما أثار قلق الحكومات الغربية.
ورغم هذا الجانب المرح الذي برز مؤخرًا، لا يزال "شي جين بينج" يظهر داخل الصين بوجه صارم يرتدي دائمًا بذلة "ماو تسي تونج" الرمادية، رمز الانضباط الثوري والسلطة. لكن لقطاته الأخيرة خلال قمة "أبيك" كشفت عن زعيم أكثر مرونة وإنسانية مما اعتاد عليه الصينيون والعالم، في تذكير نادر بأن حتى أكثر القادة انضباطًا قد يبتسمون أحيانًا.
من زوايا العالم