بث تجريبي

مستشار ترامب: توافق مبدئي على هدنة إنسانية في السودان تمتد لثلاثة أشهر

كشف مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون أفريقيا، أن الجيش السوداني لا يعارض مبدئيًا مبادرة الهدنة الإنسانية المقترحة في السودان لمدة ثلاثة أشهر، مشيرًا إلى أن هناك ترحيبًا أوليًا من الطرفين المتحاربين، بينما تتركز الجهود الأمريكية حاليًا على إنجاز التفاصيل الفنية والأمنية المعقدة الخاصة بتنفيذ الاتفاق.

هدنة تمهّد لمرحلة سلام تمتد لتسعة أشهر

وقال بولس، في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي بالسفارة الأمريكية في القاهرة، إن التوصل إلى اتفاق شامل يتطلب بعض الوقت بسبب “تعقيدات تتعلق بآليات المراقبة والتنفيذ والمتابعة الميدانية”، مؤكدًا أن “الهدف من هذه الهدنة هو تهيئة الأرضية لمرحلة سياسية تمتد لتسعة أشهر كما ورد في بيان اللجنة الرباعية الصادر في سبتمبر الماضي”.

وأضاف بولس، أن الولايات المتحدة أعدّت ورقة عمل جديدة وُزعت على الطرفين خلال الأسبوع الماضي، وهي قيد الدراسة حاليًا من الجانبين، مشيرًا إلى أن واشنطن تعمل في الوقت الراهن عبر اتصالات منفصلة وغير مباشرة مع الجيش وقوات الدعم السريع.

الوضع الإنساني يزداد سوءًا في السودان

وشدد بولس على أن الوضع الإنساني في السودان أصبح “بالغ الخطورة”، مؤكدًا أن نحو 25 مليون سوداني بحاجة ماسة إلى المساعدات، وأن ما شهدته مدينة الفاشر “مؤلم ومدان”، مشيرًا إلى أن واشنطن تنسق مع منظمات دولية مثل أوتشا وبرنامج الغذاء العالمي والصليب الأحمر لتأمين إيصال المساعدات حتى في غياب وقف إطلاق نار رسمي.

وأوضح أن هيئة تنسيق مشتركة بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة والدعم السريع كانت تعمل في محيط مدينة الفاشر قبل أن تتوقف بسبب تصاعد الأحداث الأمنية.

الرباعية الدولية ومحاولات كبح التدخلات الخارجية

وتطرق بولس إلى دور الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، السعودية، بريطانيا، الإمارات)، معتبرًا أنها الإطار الأكثر فعالية لدفع العملية السياسية في السودان.

وأشار إلى أن الرباعية تناولت كذلك ملف الدعم العسكري الخارجي، مؤكدة ضرورة وقف جميع أشكال التمويل والتسليح للطرفين.

وأضاف أن بعض الأطراف الخارجية، بينها إيران في فترات سابقة، قدّمت دعمًا عسكريًا “مرفوضًا تمامًا من جانب واشنطن”، مؤكدًا أن الأولوية الآن هي وقف النزاع وتثبيت الاستقرار.

تحذير من “السيناريو الليبي”

وحذّر بولس من أن استمرار حالة الانقسام السياسي والعسكري في السودان قد يدفع البلاد نحو تكرار السيناريو الليبي، لا سيّما بعد سقوط مدينة الفاشر وامتداد نفوذ قوات الدعم السريع إلى مناطق واسعة في كردفان.
وأكد أن الولايات المتحدة ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتشكيل “حكومات موازية” أو فرض ترتيبات أحادية، معتبرًا أن مثل هذه الخطوات تهدد وحدة السودان واستقراره.

واشنطن تؤكد: الأولوية إنسانية لا سياسية

وردًا على سؤال حول الدعوات لتصنيف قوات الدعم السريع كجماعة إرهابية، أوضح بولس أن المرحلة الراهنة “لا تتطلب إصدار تصنيفات بقدر ما تتطلب تحركًا عاجلًا لإنقاذ المدنيين”، مؤكدًا أن واشنطن فرضت بالفعل عقوبات على أفراد من الجانبين المتورطين في انتهاكات، وأنها ماضية في مسار دبلوماسي وإنساني متوازٍ لتحقيق السلام الدائم.


 

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يهمك