أكد وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبدالعاطي، أن العلاقات بين مصر وروسيا وصلت إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، مستندة إلى تطور متصاعد وملموس خلال السنوات الأخيرة، ومبنية على أسس راسخة تُرجمت إلى أطر تعاون واضحة على أرض الواقع.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده وزير الخارجية المصري مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، اليوم الجمعة، في قصر التحرير بالقاهرة، على هامش زيارة الوزير الروسي للمشاركة في المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية.
وفي مستهل المؤتمر، رحّب عبدالعاطي بنظيره الروسي، معلنًا أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سيستقبل لافروف غدًا السبت، إلى جانب الوزراء المشاركين في المنتدى الروسي الإفريقي، مشددًا على أهمية استضافة القاهرة لهذا الحدث بوصفه منصة محورية لتعزيز التعاون بين روسيا والقارة الإفريقية.
وأشار وزير الخارجية المصري إلى أن المنتدى يشكّل ركيزة لتعزيز ما وصفه بـ«التعاون الثلاثي» بين مصر وروسيا والدول الإفريقية، خصوصًا في مجالات التنمية المستدامة والأمن.
وتناولت المباحثات تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث اتفق الوزيران على عدم إمكانية استمرار الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية، مع التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. كما شددا على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2803، وتكثيف الجهود لتثبيت وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأكد عبدالعاطي أهمية تشغيل معبر رفح في الاتجاهين، ورفض أي إجراءات من شأنها عرقلة العمل الإنساني أو تقييد وصول المساعدات.
وفي ما يتعلق بملفات الأمن الإقليمي، ناقش الجانبان تطورات الأوضاع في عدد من الدول، وأكدا رفض التدخلات الخارجية في ليبيا، وضرورة الإسراع في إجراء الانتخابات ضمن مسار ليبي خالص. كما شددا على أهمية الحفاظ على وحدة السودان وسيادته، ودعم مؤسساته الوطنية في مواجهة مخاطر الانقسام.
وفي الشأن السوري، أكد الوزيران ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة تحفظ وحدة الأراضي السورية، مع إدانة مصر للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة داخل الأراضي السورية.
واختتم وزير الخارجية المصري تصريحاته بالتأكيد على أن تحقيق الاستقرار الإقليمي يتطلب تنسيقًا جادًا مع الشركاء الدوليين، مشددًا على رفض مصر لأي تدخلات تهدد أمن المنطقة، وموضحًا أن التعاون المصري الروسي يهدف إلى دعم مسارات التنمية وتعزيز الأمن الإقليمي.