تفتتح مصر رسميًا يوم السبت المتحف المصري الكبير في القاهرة، في حدث ثقافي عالمي يسلّط الضوء على أحد أضخم المشروعات الأثرية في القرن الحادي والعشرين، حيث يضم المتحف بين جدرانه أبرز كنوز الحضارة الفرعونية التي تمتد لآلاف السنين.
ويقع المتحف الجديد على مقربة من أهرامات الجيزة، في تصميم معماري فريد صممته شركة "هينغان بنغ" الإيرلندية على شكل "الهرم الرابع"، ليشكّل امتدادًا بصريًا ومعماريًا للأهرامات الثلاثة. وتبلغ مساحة المتحف أكثر من 50 ألف متر مربع، ويضم نحو 100 ألف قطعة أثرية تمثل 30 سلالة فرعونية، يُعرض منها نصفها تقريبًا، فيما تحفظ البقية في المخازن المتطورة بالموقع.
في مدخل المتحف يقف تمثال الملك رمسيس الثاني شامخًا بارتفاع 11 مترًا ووزن 83 طنًا، ليكون أول ما يستقبله الزائرون. ويُعد رمسيس الثاني من أعظم ملوك الفراعنة، وقد تنقل تمثاله منذ اكتشافه عام 1820 بين مواقع عدة، أبرزها محطة سكك حديد القاهرة، قبل أن يُنقل في موكب مهيب ليستقر في موقعه الدائم بالمتحف إلى جوار الأهرامات.
يضم المتحف قاعة مخصصة لآثار الملك توت عنخ آمون، التي تُعرض مجتمعة لأول مرة في مكان واحد. ومن أبرز مقتنياتها القناع الذهبي المرصع بالأحجار الكريمة، والتوابيت الثلاثة المتداخلة داخل تابوت حجري من الكوارتز الأحمر، أصغرها مصنوع من الذهب الخالص ويزن 110 كيلوغرامات.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الملك توت عنخ آمون توفي شابًا في سن التاسعة عشرة بسبب الملاريا ومرض في العظام، عام 1324 قبل الميلاد.
ويحتوي المتحف على مبنى منفصل يضم مركب الشمس الخاص بالملك خوفو، والذي يُعد أقدم وأكبر قطعة خشبية أثرية في العالم، بطول 43.5 مترًا وصُنع من خشب الأرز والأكاسيا قبل نحو 4600 عام.
كما يعرض المتحف مراحل ترميم المركب الشمسي الثاني الذي اكتُشف عام 1987، ويمكن للزوار مشاهدة عمليات الترميم من خلف جدار زجاجي مخصص.
بدأ العمل في المشروع عام 2002 خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتم افتتاحه جزئيًا في أكتوبر 2024، قبل الافتتاح الرسمي الحالي.
يتوسط المتحف درج ضخم مزين بتماثيل أثرية يؤدي إلى واجهة بانورامية مبهرة تطل مباشرة على الأهرامات، فيما تعرض الطوابق العليا أكثر من 50 قرنًا من تاريخ مصر عبر 12 قاعة تغطي مختلف العصور من ما قبل التاريخ حتى العصر اليوناني الروماني.
ويضم المتحف أيضًا مراكز بحث وترميم حديثة، ومكتبات ومختبرات، إضافة إلى قاعات مؤتمرات ومطاعم ومناطق تسوق، ليصبح بحق أكبر منشأة ثقافية في القرن الحادي والعشرين وأيقونة جديدة في قلب الحضارة المصرية.