بث تجريبي

مجزرة في الفاشر تشعل القلق الدولي.. والأمم المتحدة تدعو لوقف فوري لإطلاق النار في السودان

أكدت شبكة أطباء السودان ارتكاب ميليشيا «الدعم السريع» مجزرة مروّعة في مدينة الفاشر، استهدفت مدنيين عُزّل على أساسٍ إثني، ووصفتها بأنها جريمة تطهيرٍ عرقيٍّ مكتملة الأركان.

وفي تعليقٍ على تطورات الموقف، قال مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، إن سقوط الفاشر لا يعني التفريط في مستقبل الإقليم لصالح جماعات العنف أو قوى الفساد والعمالة، مؤكداً ضرورة الحفاظ على وحدة دارفور واستقرارها.

من جانبها، شددت الأمم المتحدة على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في الفاشر وبقية مناطق السودان، معربةً عن قلقها البالغ إزاء تزايد أعداد الضحايا المدنيين والنزوح القسري نتيجة القصف العنيف والهجمات البرية على المدينة. ودعا توم فليتشر، مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، إلى وقف عاجل للقتال وحماية المدنيين والمستشفيات، مؤكداً أن قوات «الدعم السريع» أحكمت سيطرتها على أجزاء واسعة من المدينة.

وفي سياق التحركات الدبلوماسية، أجرى وزير الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبد العاطي اتصالات مكثفة مع نظرائه في فرنسا واليونان والسعودية والأردن، في إطار جهود القاهرة لتعزيز التنسيق الإقليمي والدولي بشأن الأوضاع الخطيرة في السودان. وأكدت المحادثات ضرورة دعم المساعي الدولية لوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة، استنادًا إلى نتائج اجتماع «رباعية السودان» الأخير في واشنطن، مع التركيز على تكثيف الجهود الإنسانية في المناطق المتضررة.

بدوره، أوضح اللواء أمين إسماعيل مجذوب، الخبير الاستراتيجي والقائد الأسبق للفرقة السادسة مشاة بالجيش السوداني، أن المعارك في الفاشر جاءت بعد أكثر من 260 محاولة هجوم فاشلة من «الدعم السريع»، مشيرًا إلى أن الميليشيا فقدت نحو 80% من قوتها البشرية، وتلجأ الآن إلى سياسة الحصار الطويل لإضعاف الجيش قبل اقتحام مواقعه.

من جانبها، رأت الدكتورة أماني الطويل، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن ما يجري في الفاشر كان متوقعًا في ظل حصار المدينة من جميع الجهات، وغياب الدعم الدولي للجيش السوداني، معتبرة أن استعادة السيطرة على دارفور لن تكون ممكنة إلا إذا تلقى الجيش دعماً واسعاً من الولايات المتحدة أو أطرافٍ إقليمية أخرى.

قد يهمك