بث تجريبي

ترامب يدرس الإفراج عن مروان البرغوثي وسط مساعٍ لتوحيد الصف الفلسطيني بعد اتفاق غزة

في خضم الجهود الدولية لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وبعد توقيع وثيقة السلام بين حركة "حماس" وإسرائيل في شرم الشيخ برعاية مصرية أمريكية قطرية تركية، برز اسم القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، المعتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2002، كأحد أبرز الملفات المطروحة في المرحلة المقبلة، باعتباره "ورقة مفتاحية" لإعادة توحيد الصف الفلسطيني.

وتتجه الأنظار نحو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يُعتقد أن تدخله الحاسم قد يمهد للإفراج عن البرغوثي، في خطوة يراها مراقبون ضرورية لإنعاش مسار السلام وإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وخلال مقابلة مع مجلة "تايم"، كشف ترامب أنه تلقى طلبًا رسميًا لدراسة إمكانية الإفراج عن مروان البرغوثي، مشيرًا إلى أنه يدرس الأمر مع فريقه، وسيتخذ قرارًا قريبًا بشأنه، ما اعتُبر مؤشرًا على أن القضية باتت مطروحة جديًا داخل دوائر القرار الأمريكية.

في المقابل، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إدراج اسم البرغوثي في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، رغم الضغوط الأمريكية غير المباشرة، فيما وصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير الفكرة بأنها "مرفوضة تمامًا"، معتبرًا البرغوثي "قاتلًا لا يمكن الإفراج عنه أو السماح له بحكم غزة".

من جانبها، وجهت فدوى البرغوثي، زوجة الأسير، رسالة مؤثرة إلى الرئيس الأمريكي عبر مجلة "تايم"، ناشدته فيها العمل على الإفراج عن زوجها، مؤكدة أنه "شريك حقيقي في تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة".

كما دعا عرب البرغوثي، نجل القيادي الأسير، الرئيس ترامب إلى استغلال فرصة وقف إطلاق النار الحالي في غزة للضغط على إسرائيل من أجل إطلاق سراح والده، مشددًا في تصريح لوكالة فرانس برس على أن والده، البالغ من العمر 66 عامًا، يتمتع بالقدرة والتاريخ السياسي الذي يؤهله لتوحيد الشعب الفلسطيني وقيادته نحو المصالحة الوطنية.

وأوضح عرب البرغوثي أن الإفراج عن والده سيكون بمثابة "اختبار جدي للمجتمع الدولي" في دعمه لحل الدولتين، مشيرًا إلى أن مروان البرغوثي، رغم اعتقاله منذ أكثر من عشرين عامًا، ما زال يمارس دوره السياسي عبر محاميه، ولن يتوقف عن العمل من أجل إنهاء المأساة في غزة والمساهمة في إعادة إعمارها.

من هو مروان البرغوثي؟
وُلد مروان البرغوثي عام 1959 في بلدة كوبر شمال غرب رام الله، وانضم إلى حركة فتح في سن الخامسة عشرة. اعتقل عدة مرات خلال مسيرته السياسية، والتحق بجامعة بيرزيت حيث برز كقيادي طلابي بارز.

انتُخب عضوًا في المجلس الثوري لحركة فتح عام 1989، ثم أمينًا لسر الحركة في الضفة الغربية، وفي عام 1996 أصبح عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني.

وفي عام 2002، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي في رام الله بعد مطاردة طويلة، وصدر بحقه عام 2004 حكم بالسجن خمسة مؤبدات وأربعين عامًا، ليقضي حتى الآن أكثر من 23 عامًا خلف القضبان، محتفظًا بمكانته كأحد أبرز رموز النضال الفلسطيني.

قد يهمك