قالت الأديبة والأكاديمية اللبنانية الدكتورة صونيا الأشقر إن نداء السلام التاريخي الذي أطلقه الزعيم الكردي عبدالله أوجلان يأتي كمشروع إنساني يتجاوز حدود تركيا ليشمل شعوب الشرق الأوسط كافة.
فيلسوف السلام
وأكدت صونيا الأشقر، في حوار مع وكالة فرات للأنباء، أن أوجلان "فيلسوف فكرة السلام"، حمل لواءها بشجاعة حين دعا الإنسانية إلى التحرر من الفروق التي تفرّق بين الإنسان وأخيه الإنسان، والنظر إلى البشر كأسرة واحدة قانونها الأخلاق ودستورها المساواة.
وأوضحت أن مبادرة السلام والمجتمع الديمقراطي جاءت كمشروع ثابت صاغ شروطه بصدق، واضعاً القضية الكردية في صلب رؤية تسعى إلى إنهاء الحروب وبناء السلام الدائم.
من الكفاح المسلح إلى النضال السلمي
وتطرقت الأدبية اللبنانية إلى تحولات أوجلان من الكفاح المسلح إلى السياسة الديمقراطية، معتبرة أن هذه التحولات تعكس شخصيته الصادقة والمثقفة والمتواضعة، وإيمانه بأن السلطة يجب أن تصدر عن إرادة الشعب، وأن المجتمع الديمقراطي هو الأنسب لمبدأ الحرية والمساواة والابتعاد عن السلاح والحروب.
وشددت على أن إخضاع السياسة لقانون الأخلاق والضمير يشكل جوهر مبادرته للسلام.
التأثير على المنطقة
وفيما يتعلق بتأثير هذه التحولات على المنطقة، رأت صونيا الأشقر أنها ستجعل من الديمقراطية محوراً يعيد توجيه الصراعات نحو مسار إنساني جديد، قائم على الحوار والابتعاد عن الهيمنة، بما يدعم السلام الإقليمي ويعزز فكرة العيش المشترك بين شعوب الشرق الأوسط، مؤكدة أن حرية عبد الله أوجلان تشكل الدافع الرئيس لتثبيت مطالب الأمة الكردية وفتح مرحلة جديدة من السلام.
ودعت النظام التركي إلى إنهاء عزلة أوجلان، معتبرة أن التعاون معه من خارج السجن ضرورة لبدء مرحلة سلام جديدة بين الأمة الكردية وتركيا وسوريا، وبين دول الشرق الأوسط كافة، بعيداً عن منطق الحرب والسلاح.
مسار سياسي جديد
كما تناولت مفاهيم الأمة الديمقراطية والسياسة الديمقراطية، ووصفتها بأنها مسار سياسي جديد يعكس مفهوماً مختلفاً للوطن والمواطنة، مؤكدة أن دعوة أوجلان للسلام تخص جميع شعوب الشرق الأوسط، لأنها تنطلق من الإنسان والإنسانية.
وفي محور المرأة، شددت صونيا الأشقر على أن المرأة، ولا سيما المرأة الكردية، لعبت دوراً محورياً في النضال والتحرر، واعتبرها القائد أوجلان عنصراً أساسياً في إنجاح المجتمع الديمقراطي وعملية السلام.
وختمت صونيا الأشقر بالتأكيد أن نداء السلام يمثل "هندسة سياسية إنسانية" تهدف إلى إبعاد النزاعات والحروب، وأن حرية عبد الله أوجلان ستكون هدية ليس للشعب الكردي فحسب، بل لكل شعوب الشرق الأوسط، وعنوانها "السلام الدائم".