زعم جهاز الموساد الإسرائيلي أنه تمكن من تحديد هوية قيادي بارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، يُعرف باسم "سردار عمار" أو "قائد الفيلق الحادي عشر"، مشيرًا إلى أنه يقود آلية منظمة تُعنى بتشجيع وتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية داخل إسرائيل وخارجها.
وبحسب ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن "سردار عمار" يقف خلف شبكة واسعة عملت على إنشاء بنية تحتية إرهابية متعددة الجنسيات، ضمت عناصر من أصول إيرانية وأفغانية ويونانية ودنماركية، إضافة إلى تجنيد وكلاء محليين لتنفيذ عمليات ميدانية ضد مؤسسات وأفراد من الجاليات اليهودية والإسرائيلية في الخارج.
وأوضح الموساد أن الشبكة سعت لتنفيذ هجمات تخريبية واعتداءات مباشرة على شخصيات بارزة في المجتمعات اليهودية، إلا أن إخفاقات متكررة أدت إلى تفكيك عدد من خلاياها واعتقال عناصرها في عدة دول.
ففي مايو الماضي، أضرمت إحدى الخلايا حريقًا في مدخل "بيت حباد" ومطعم كوشير مجاور في العاصمة اليونانية أثينا، مما أدى إلى اعتقال ستة أشخاص من أصول مختلفة، صدرت بحقهم أحكام بالسجن تتراوح بين 8 و11 عامًا.
وفي أكتوبر 2024، شهدت مدينة سيدني الأسترالية حريقًا متعمدًا استهدف مقهى "لويس كونتيننتال كيتشن"، وأسفرت التحقيقات عن ضبط خلية يقودها شخص يدعى سعيد موسوي، تبين وجود صلات له بإيران.
كما ألقت السلطات الدنماركية في يونيو 2025 القبض على علي حسن سرواري، وهو دنماركي من أصل أفغاني، بتهمة جمع معلومات استخباراتية عن شخصيات يهودية في ألمانيا، والتواصل مع عناصر مرتبطة بإيران لتنسيق عمليات محتملة في برلين.
وأشار الموساد إلى أن هذه الشبكة تعمل وفق آلية دقيقة تضمن بقاء الصلة بإيران في نطاق "الإنكار الرسمي"، من خلال تجنيد عناصر أجانب، وتوزيع الأدوار بشكل منفصل، والاعتماد على مجرمين محليين لتنفيذ المهام الميدانية.
وأكدت الصحيفة أن تحقيقات مشتركة بين أجهزة الأمن في اليونان وأستراليا وألمانيا والدنمارك، بالتعاون مع الموساد، أدت إلى إحباط العديد من المخططات، وقطع قنوات تمويل واتصال كانت تستخدمها تلك الشبكات.