بث تجريبي

ترامب يصعّد نهجه في أمريكا اللاتينية: تهديدات لكولومبيا ومنافسة متزايدة مع الصين

يمثل تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع جميع المساعدات عن كولومبيا أحدث فصول سياسته المتشددة تجاه أمريكا اللاتينية، التي شملت إعادة تسمية خليج المكسيك، والسعي للسيطرة على قناة بنما، واتخاذ مواقف صارمة ضد فنزويلا.

وفي منشور على منصة "تروث سوشيال"، وصف ترامب الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو بأنه "زعيم المخدرات غير المشروعة"، ما أثار غضب بوجوتا وأظهر أن حتى حلفاء واشنطن ليسوا بمنأى عن انتقاداته.

ووفقًا لتحليل نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية، فإن سياسة ترامب في المنطقة تتسم بالتوجهات الشخصية والأيديولوجية أكثر من كونها سياسة متسقة، إذ يستند نهجه إلى مبدأ مونرو الذي يمنح الولايات المتحدة هيمنة على نصف الكرة الغربي، ولكن بأسلوب حزبي ومعاملاتي.

انحاز ترامب بوضوح إلى قادة اليمين في أمريكا اللاتينية مثل خافيير ميلي في الأرجنتين ونايب بوكيلي في السلفادور، بينما استهدف الحكومات اليسارية بفرض عقوبات ورسوم جمركية، كما حدث مع البرازيل في عهد الرئيس لولا دا سيلفا.

ويرى الباحث كريستوفر ساباتيني أن ترامب يفضل القادة الشعبويين اليمينيين ويعاقب اليساريين، مشيرًا إلى أن المشهد السياسي في أمريكا اللاتينية قد يتحرك لصالحه في حال فوز محافظين في كولومبيا وبيرو خلال السنوات المقبلة.

أما الخبير القانوني ماركوس دي ماتوس، فيعتقد أن سياسات ترامب ليست جديدة بل تعيد إنتاج النهج الأمريكي التقليدي في المنطقة، موضحًا أن خطوات رمزية مثل إعادة تسمية خليج المكسيك أو فرض عقوبات على القضاء البرازيلي تهدف لترسيخ نفوذ واشنطن.

وفي موازاة ذلك، يواجه ترامب تحديًا متصاعدًا من الصين التي توسع نفوذها الاقتصادي في أمريكا اللاتينية، لتصبح الشريك التجاري الأول لعدد من دولها. ويرى الخبراء أن سياسة ترامب التي تستخدم التجارة والتأشيرات كوسائل ضغط تمنح بكين مساحة أوسع لتعزيز حضورها.

وبينما يتبنى ترامب سياسة خارجية قائمة على الصفقات والضغوط، يرى مراقبون أن هذا النهج يعكس رؤية شخصية أكثر من كونه استراتيجية دبلوماسية متكاملة، ما قد يفتح المجال أمام الصين لتوسيع نفوذها في "الحديقة الخلفية" التقليدية للولايات المتحدة.

قد يهمك