أشار كتاب صدر حديثاً إلى أن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن تجاهل محاولات التواصل المتكررة من الرئيس الأسبق باراك أوباما خلال الأسابيع الحرجة التي سبقت إعلان انسحابه من سباق الترشح لولاية ثانية في يوليو 2024.
بحسب ما أورده الصحفي الأمريكي جوناثان كارل، كبير مراسلي شبكة "ABC News" في واشنطن، في كتابه الجديد بعنوان "الانتقام: دونالد ترامب والحملة التي غيرت أمريكا"، فإن بايدن لم يرد على مكالمات أوباما لمدة أسبوعين قبل قراره بالانسحاب، كما تجنب الحديث معه لمدة شهر إضافي بعد تعليق حملته الانتخابية.
العلاقة بين الرجلين، اللذين خدم أحدهما نائباً للآخر لمدة ثماني سنوات، شهدت فتوراً حاداً عقب مقال رأي نشره الممثل جورج كلوني في صحيفة نيويورك تايمز في 10 يوليو 2024، دعا فيه بايدن إلى التنحي بعد مناظرته الكارثية مع الرئيس السابق دونالد ترامب في 27 يونيو. المقال أثار غضب بايدن، وسط شائعات بأن أوباما كان يقف وراء دعم كلوني لنشر المقال.
وقبل نشر المقال بأسابيع، كان كلوني قد شارك في تنظيم حفل لجمع التبرعات حقق نحو 30 مليون دولار لصالح الحزب الديمقراطي، إلا أن المناسبة طغت عليها حادثة تجمّد بايدن على المسرح، ما اضطر أوباما للتدخل ومساعدته على النزول، في مشهد أثار قلق أنصاره وشكوك الحزب بشأن قدرته على الاستمرار.
ووفقاً لمقتطفات الكتاب المنشورة في مجلة ذا ديسباتش، فقد حاول أوباما مجدداً الاتصال ببايدن بعد إعلان الأخير انسحابه، لكن الاتصال بينهما لم يتم إلا بعد أربعة أسابيع، وتحديداً عشية المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي.
ويؤكد الكتاب أن مشاعر بايدن تجاه أوباما كانت معقدة منذ فترة ولايته كنائب للرئيس، إذ شعر أن كاريزما أوباما ونفوذه الإعلامي طغيا على شخصيته السياسية، وهو إحساس ظل يرافقه حتى بعد توليه الرئاسة.