أكد وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو أن كلًّا من بكين وواشنطن تمتلكان القدرة والإرادة السياسية الكافية لإيجاد حلول عملية للخلافات التجارية القائمة بين البلدين، مشددًا على أن التعاون بين أكبر اقتصادين في العالم لا يزال ممكنًا رغم التحديات المتزايدة.
وقال وانغ وينتاو في تصريح نقلته وسائل إعلام رسمية، إن العلاقات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة "ليست لعبة صفرية"، مضيفًا أن "الحوار الصريح والبنّاء هو السبيل الوحيد لمعالجة القضايا العالقة بطريقة تحقق المنفعة المتبادلة".
وأوضح وزير التجارة الصيني أن بلاده مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لإزالة العقبات التي تعترض التجارة الثنائية، ودفع عجلة التعاون في مجالات التكنولوجيا والطاقة والاستثمار.
وأضاف أن بكين تأمل في أن "تتخلى واشنطن عن عقلية المواجهة" وتتعامل مع الصين على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأشار وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو، إلى أن اللقاءات الأخيرة بين كبار المسؤولين من الجانبين تمثل "إشارة إيجابية" إلى أن الطرفين يدركان أهمية الحفاظ على استقرار العلاقات الاقتصادية، التي تعد ركيزة أساسية للنمو العالمي.
تشهد العلاقات بين بكين وواشنطن توتراً منذ عام 2018 حين أطلقت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حرباً تجارية ضد الصين، فرضت خلالها رسوم جمركية بمليارات الدولارات على الواردات الصينية.
وردت بكين بإجراءات مماثلة، ما أدى إلى اضطراب سلاسل الإمداد العالمية وتراجع حركة التجارة الدولية.
ورغم محاولات التهدئة خلال إدارة الرئيس جو بايدن، لا تزال الخلافات قائمة حول قضايا التكنولوجيا، وشركات الاتصالات الصينية، ودعم الصناعات الوطنية في كلا البلدين. وتعتبر الصين أن القيود الأمريكية الأخيرة على تصدير الرقائق الإلكترونية تمثل "استهدافاً غير عادل" يعرقل التنمية الاقتصادية العالمية.
يرى مراقبون أن تصريحات وزير التجارة الصيني تعكس رغبة بكين في إعادة بناء الثقة الاقتصادية مع واشنطن، خاصة مع تزايد الضغوط الداخلية على الاقتصاد الصيني وتباطؤ النمو العالمي.
كما أن الولايات المتحدة، بحسب محللين، تسعى هي الأخرى إلى تجنب تصعيد جديد قد يضر بالأسواق ويؤثر على الاستقرار الاقتصادي الدولي.
ويرى الخبراء أن الحوار المنتظم والتفاهم المتبادل قد يسهمان في تحويل التنافس بين البلدين إلى "تنافس منضبط" يتيح التعاون في مجالات مشتركة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء والتجارة الرقمية.