احتجزت جماعة أنصار الله الحوثية أكثر من 20 موظفًا تابعين للأمم المتحدة، بينهم 15 أجنبيًا، عقب اقتحام مجمع أممي في صنعاء يوم السبت، بحسب ما أكده مسؤول في المنظمة الدولية اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025. ويعد هذا التصعيد استهدافًا جديدًا لموظفي المنظمة في بلد تعصف به الحرب منذ سنوات.
وقال جان علام، المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن، إن الحوثيين احتجزوا 24 موظفًا بعد مداهمة مجمع تابع للأمم المتحدة في حي حدة جنوب غرب العاصمة. وذكر أن من بين المحتجزين خمسة يمنيين، فيما أُطلق سراح 11 موظفًا آخرين بعد استجوابهم.
وأشار علام إلى أن الأمم المتحدة تُجري اتصالات مع سلطات صنعاء، والدول الأعضاء، والحكومة اليمنية لإنهاء هذا الوضع الخطير سريعًا، وضمان الإفراج عن جميع الموظفين واستعادة السيطرة على المنشأة.
وكشف مسؤول أممي آخر أن الحوثيين صادروا أجهزة الاتصالات من المقر، بما في ذلك الهواتف والخوادم وأجهزة الكمبيوتر. وتابع أن المسلحين دخلوا المبنى دون أي تصريح رسمي.
وتأتي هذه الحادثة في إطار سلسلة من الاعتقالات التي طالت موظفين أمميين خلال الأشهر الماضية في مناطق سيطرة الحوثيين، الذين يتهمون بعضهم بالتجسس لصالح الولايات المتحدة.
وبحسب الأمم المتحدة، لا يزال 53 موظفًا تابعًا لها قيد الاحتجاز لدى الحوثيين، فيما أكد المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، أن بعضهم منقطع الاتصال منذ سنوات، مجددًا الدعوة لوضع حد لهذه الانتهاكات.
وكان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي قد اتهم في خطاب متلفز منظمات دولية، بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بالضلوع في "أنشطة تجسسية وعدوانية"، وهي اتهامات وصفتها الأمم المتحدة بأنها خطيرة وتقوض العمل الإنساني.
وفي سياق متصل، أدان السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاغن استمرار الحوثيين باحتجاز موظفين يمنيين في السفارة الأمريكية منذ أربع سنوات، مؤكدًا أن واشنطن ستواصل الضغط للإفراج عنهم دون قيد أو شرط.
وأكد فاغن أن هذه الممارسات تكشف طبيعة الجماعة، وتهدف لقمع الأصوات اليمنية عبر اتهامات ملفقة واعترافات قسرية، مشددًا على أن عزل الحوثيين دوليًا نتيجة طبيعية لفقدانهم المصداقية.