وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوضع القائم في قطاع غزة بأنه "حدث مروع في تاريخ البشرية الحديث"، مؤكداً أن موسكو مستعدة لدعم مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تسوية النزاع في القطاع.
وقال بوتين إن حل الدولتين يمثل الضمان الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، معتبراً أن نقل إدارة غزة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو الخيار الأمثل.
وأوضح أن روسيا، رغم اتصالاتها مع حركة حماس، ترى من المهم أن تدعم الحركة أي خطة للسلام.
وأضاف بوتين أن "القضية الفلسطينية يجب أن تُبنى على رأي الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، بما في ذلك حماس"، لافتاً إلى إمكانية أن يلعب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير "دوراً إيجابياً" في المسار التفاوضي.
وفيما يخص أوكرانيا، أكد بوتين أن روسيا تتقدم بثقة على طول خط التماس، مشيراً إلى أن ثلثي مدينة كوبيانسك بات تحت السيطرة الروسية، وأن بلدة كيروفسك في جمهورية دونيتسك الشعبية أصبحت بالكامل بيد القوات الروسية.
واتهم بوتين دول الناتو بالمشاركة المباشرة في الحرب عبر تزويد كييف بالسلاح والمعلومات الاستخباراتية والمدربين العسكريين، محذراً من أن أي مواجهة مباشرة ستُعد "تحدياً خطيراً لروسيا".
وأضاف أن خسائر الجيش الأوكراني في سبتمبر بلغت نحو 44,700 جندي، نصفهم تقريباً لا يمكن تعويضهم.
شدد بوتين على أن "انهيار الهيمنة الغربية مسألة وقت"، مؤكداً أن روسيا حاولت مرتين الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي لكنها قوبلت بالرفض.
وأشار إلى أن بلاده حققت "أرقاماً قياسية في مواجهة العقوبات الغربية" التي وصفها بأنها فاشلة.
كما أكد أن "لا وجود لتوازن عالمي دون روسيا"، لافتاً إلى أن أي حلول دولية يجب أن تقوم على الاتفاقات لا الإملاءات.
وتطرق بوتين إلى علاقته مع دونالد ترامب قائلاً: "علاقتنا خاصة ونعرف ما الذي يجب أن يقدمه كل منا للآخر"، مضيفاً أن محادثاته الأخيرة مع ترامب في ألاسكا تناولت حصراً تسوية النزاع في أوكرانيا.
اعتبر الرئيس الروسي أن العالم يتجه نحو تعددية قطبية نتيجة مباشرة لمحاولات الغرب الحفاظ على هيمنته، موضحاً أن "أوروبا في حالة تراجع عميق بسبب الأزمات الاقتصادية والهجرة غير المنضبطة".
كما وصف اعتراض فرنسا لسفينة روسية في مياه محايدة بأنه "عمل من أعمال القرصنة"، لكنه أشار إلى أن علاقته بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "طيبة وعملية".
أكد بوتين أن علاقات موسكو مع بكين ونيودلهي "ذات طابع خاص"، مشيداً بموقف الهند الرافض للتخلي عن مصادر الطاقة الروسية رغم الضغوط الغربية.
وكشف أن صادرات روسيا من اليورانيوم إلى الولايات المتحدة بلغت نحو 800 مليون دولار العام الماضي، متوقعاً أن تتجاوز المليار دولار هذا العام.
وفي الشأن الداخلي، أشار إلى أن الاقتصاد الروسي نما بنسبة 4.1% و4.3% خلال العامين الماضيين، داعياً إلى تعزيز التنوع والتكنولوجيا في البنية الاقتصادية.
شدد بوتين على أن "الأمم المتحدة رغم مشاكلها تبقى الإطار الأفضل لحل النزاعات"، لكنه دعا إلى إصلاح المنظمة وتفعيل دورها في إطار النظام متعدد الأقطاب.
وأوضح أن عودة التوازن الدولي تتطلب "العودة إلى الدبلوماسية الكلاسيكية" القائمة على الحوار والاحترام المتبادل.