بث تجريبي

الأمم المتحدة: السودان على شفا كارثة إنسانية وسط تصاعد العنف وانهيار الخدمات الأساسية

تواصل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التحذير من deteriorating الأوضاع في السودان، مؤكدة أن البلاد تمرّ بمرحلة "غير مسبوقة من عدم الاستقرار"، مع تصاعد العنف واتساع نطاق النزوح، وانهيار شبه كامل للخدمات الأساسية في عدد كبير من المناطق، خاصة ولايات دارفور وكردفان والولاية الشمالية.

نزوح جماعي من الفاشر ومحيطها وانعدام شبه كامل للرعاية الأساسية

أوضحت الأمم المتحدة للسكان أن المجتمعات الفارّة من العنف المتصاعد في الفاشر والقرى المحيطة بها تصل إلى مناطق نائية تفتقر لأي خدمات قادرة على تلبية احتياجاتهم الأساسية.

وتشير التقارير الأممية إلى غياب رعاية صحة الأم، وانهيار خدمات الحماية، وتوقف المرافق الصحية، إضافة إلى انتشار واسع لحالات العنف الجنسي ونقص الإمدادات الطبية والغذائية، مما يفاقم معاناة النساء والفتيات اللاتي يعانين أصلًا من انقطاع الخدمات الصحية الأساسية.

اجتماع أممي في الخرطوم لأول مرة منذ اندلاع النزاع

وفي خطوة اعتُبرت "مؤشرًا مهمًا" على عودة تدريجية للوجود الدولي، عقد فريق الأمم المتحدة المكوّن من 28 وكالة أول اجتماع له في الخرطوم منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الاجتماع جرى تحت قيادة المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون، مشيرًا إلى أن وكالات الأمم المتحدة حافظت طوال فترة الحرب على عملياتها من بورتسودان، لكن العودة التدريجية إلى العاصمة تعكس تعزيز التنسيق الإنساني وضرورة الوجود الميداني المباشر، ودعا دوجاريك إلى وقف الأعمال العدائية فورًا لتمكين المدنيين من الوصول إلى الحماية والمساعدات العاجلة.

استجابة إنسانية متواصلة رغم التحديات الأمنية

أكدت الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني لا يزال "مترديًا للغاية"، خاصة بالنسبة للنازحين من دارفور وكردفان. وتعمل مفوضية اللاجئين وشركاؤها على الرصد الميداني للحماية، وتحديد الاحتياجات العاجلة، وإحالة ضحايا العنف الجنسي والأطفال المنفصلين عن أسرهم إلى الجهات المختصة.

وتشمل الأولويات الإنسانية، الدعم النفسي والاجتماعي، لمّ شمل الأسر وتتبع المفقودين، وتوفير الغذاء والمواد غير الغذائية، واستخراج وثائق الهوية،وتأمين أماكن إيواء مناسبة للنازحين

أما عبر الحدود، في تشاد، فتستمر أعمال توسيع مواقع اللجوء وبناء المرافق الأساسية، رغم النقص الحاد في الملاجئ ودورات المياه، وهو ما يفاقم هشاشة النازحين ويعرّضهم لتقلبات الطقس.

واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم

وفق تقارير المنظمات الإنسانية، بات السودان يعيش إحدى أشد الأزمات الإنسانية حدة عالميًا، حيث فُرض على أكثر من 13 مليون شخص النزوح داخليًا وخارجيًا، ومقتل عشرات الآلاف، وتعرّض أعداد هائلة للنهب والعنف الجنسي، وتدمير واسع للبنية التحتية والمراكز الصحية والأسواق والمناطق السكنية، وتعرض القوافل الإنسانية للنهب أو المنع من قوات الدعم السريع، وفرض عراقيل بيروقراطية من الجيش السوداني تعيق إيصال المساعدات

وتؤكد الأمم المتحدة أن استمرار عرقلة الإغاثة قد يؤدي إلى "كارثة إنسانية أعمق" في ظل غياب وقف لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة للمساعدات.

 

قد يهمك