أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، أن 103 مدنيين قتلوا في لبنان منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في نوفمبر الماضي، داعية إلى إنهاء المعاناة المستمرة والتوجه نحو وقف دائم للأعمال العدائية.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في بيان صادر عن مكتبه، إن "الآثار المدمّرة للغارات الجوية والطائرات المسيّرة لا تزال واضحة في المناطق السكنية ومحيط مواقع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان"، مشيرًا إلى أن المدنيين "يواجهون خطر مزيد من الضربات، ولا يمكنهم حتى الآن البدء بإعادة بناء حياتهم".
وأوضح البيان أن مئات المدارس والمراكز الصحية ودور العبادة لا تزال غير صالحة للاستخدام بالكامل، ما يفاقم الأزمة الإنسانية في المناطق المتضررة.
وأشار مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى أن إحدى أكثر الضربات دموية وقعت في بنت جبيل يوم 21 سبتمبر، عندما استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة ودراجة نارية، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال.
ودعا تورك إلى تحقيق مستقل ومحايد في هذا الحادث وغيره من الحوادث المشابهة التي تثير القلق بشأن الامتثال للقانون الإنساني الدولي.
كما كشف أن أكثر من 80 ألف شخص ما زالوا نازحين في لبنان بسبب استمرار التوتر، في حين يُقدّر عدد النازحين من شمال إسرائيل بنحو 30 ألف شخص.
وأكد المفوض السامي ضرورة الاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بصرف النظر عن الادعاءات بخرق وقف إطلاق النار.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان خلال 60 يومًا، إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يزال متمركزًا في خمس نقاط حدودية ويواصل خروقاته، رغم انتهاء المهلة.
