تتصاعد مؤشرات التوتر في المنطقة بين إيران وإسرائيل وسط تحذيرات من أن "الحرب المؤجلة" قد تقترب من لحظة الانفجار، في ظل انسداد المسار الدبلوماسي وتنامي التحضيرات العسكرية.
أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي أن القوات في حالة تأهب قصوى، مؤكداً تسريع وتيرة تعزيز المنظومات الدفاعية. وفي البرلمان، رفضت لجنة الأمن القومي أي نقاش يمس القدرات الصاروخية الإيرانية، معتبرة أن محاولات واشنطن لتقييد المدى إلى 300 كيلومتر تهدف لحماية إسرائيل.
حذرت صحيفة إسرائيلية من مواجهة غير مسبوقة، مشيرة إلى أن إيران تعزز قدراتها فيما العقوبات الدولية تزيد من احتمالات التصعيد. لكن في المقابل، تواجه إسرائيل قلقاً من تراجع الدعم الأميركي، ما يهدد بتحويل أي حرب إلى صراع استنزاف طويل.
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن التفاوض مع واشنطن وصل إلى طريق مسدود، مشدداً على أن تفعيل الأوروبيين لآلية "سناب باك" غير قانوني، وأن إيران ستخوض معركة قانونية بدعم روسي وصيني. روسيا من جانبها حذرت من مغبة شن ضربات عسكرية على طهران واعتبرت الإجراءات الاقتصادية جزءاً من "خطة خنق" لإيران.
محللون إيرانيون اعتبروا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يلجأ لفتح جبهة مع إيران للهروب من أزماته الداخلية، في وقت تشير فيه تقارير إلى تحركات عسكرية أميركية في المنطقة، بينها انتقال طائرات وقود ومقاتلات إلى قاعدة العديد في قطر.
تؤكد طهران أن روسيا والصين وكوريا الشمالية قدمت دعماً عسكرياً متزايداً، أحياناً بلا مقابل كامل، بهدف تحويل أي مواجهة محتملة إلى مستنقع استنزاف يضعف الولايات المتحدة.
يعتبر المحللون في طهران أن المواجهة المقبلة مختلفة عن السابق، فالموضوع بالنسبة للإيرانيين لم يعد "حرب حدود" بل "حرب وجود"، وهو ما أدى إلى اصطفاف حتى المعارضة خلف الحكومة.
رغم التحذيرات الدولية من مغبة أي مواجهة، فإن المؤشرات الميدانية – من تعزيز القدرات الدفاعية الإيرانية إلى تحركات أميركية وإسرائيلية تعكس أن المنطقة تقف على حافة انفجار قد يغيّر موازين الشرق الأوسط لعقود مقبلة.
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم