أكدت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي في إقليم شمال وشرق سوريا، سهام قريو، أن تجربة الإدارة الذاتية بعد مرور ستة أعوام على تأسيسها أثبتت فعاليتها، وانتقلت فكرتها إلى مناطق أخرى من البلاد مثل السويداء والساحل، مشيرةً إلى صعوبة عودة سوريا إلى النظام المركزي الذي كان سائداً قبل عام 2011.
سد الفراغ الأمني والسياسي
وقالت قريو، إن الإدارة الذاتية التي أُعلن عن تأسيسها في السادس من سبتمبر 2018، جاءت استناداً إلى قرار المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطية، وشكلت حينها نواة لنظام إداري جديد بُني على ثلاثة مجالس أساسية: المجلس العام، المجلس التنفيذي، ومجلس العدالة.
وأضافت أن الفترة بين عامي 2014 و2018 مثّلت محطة مفصلية، حيث ساهمت الإدارة في سد الفراغ الأمني والسياسي، وتحولت إلى نموذج للاستقرار وتوفير الخدمات، مع تأسيس مؤسسات محلية موازية للحكومة المركزية.
وأوضحت أن العقد الاجتماعي، الذي صيغ بأيدي مكونات المنطقة، وضع حجر الأساس للإدارة الذاتية، إذ منح جميع المكونات حقوقها السياسية والثقافية، واعتمد مبدأ الكومين كوحدة قرار أساسية تتدرج إلى المجالس المحلية ثم الإقليمية، بما يتيح لكل فرد أن يكون شريكاً في صنع القرار.
ابرز التحديات أمام الإدارة الذاتية
كما لفتت إلى أن أبرز التحديات التي واجهت الإدارة تمثلت في محاولات التهميش والإقصاء، والصراع مع النظام المركزي، إضافة إلى غياب إطار سياسي وقانوني يضمن اعترافاً داخلياً ودولياً بالمشروع.
وشددت قريو على أن الإدارة الذاتية الديمقراطية تمثل اليوم مشروعاً اجتماعياً وسياسياً يعكس إرادة سكان شمال وشرق سوريا، ويعمل على ترسيخ الاستقرار وتعزيز الحكم المحلي كخطوة نحو مستقبل أكثر شمولية وتعددية في سوريا.
أثبتت حضورها في الحياة اليومية للناس
وبيّنت أن الإدارة أثبتت حضورها في الحياة اليومية للناس من خلال تعزيز التنوع الثقافي واللغوي، إذ اعتمدت ثلاث لغات رسمية ووفرت تمثيلاً سياسياً متساوياً بين المكونات.
كما منحت المرأة دوراً محورياً عبر مشاركة بنسبة 50% في المؤسسات والهيئات، وهو نموذج قالت إنه أصبح مصدر إلهام للنساء حتى خارج سوريا، بما في ذلك إيران.
وأشارت إلى أن تجربة الإدارة توسعت تدريجياً من الجزيرة وكوباني وعفرين لتشمل منبج والرقة والطبقة، وتواصل تأثيرها حالياً على مناطق أخرى مثل السويداء والساحل.
وفيما يتعلق بالدعم الخارجي، أوضحت قريو أن الإدارة تتلقى مساندة بثلاثة مسارات: دعماً عسكرياً من التحالف الدولي، ومساعدات إنسانية من منظمات إقليمية ودولية، إضافة إلى دعم سياسي من دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا. لكنها أكدت أن حجم هذا الدعم لا يزال محدوداً مقارنة بتعقيدات الواقع، داعيةً إلى تعزيز الانخراط الدولي بما يضمن حلاً سياسياً شاملاً يحترم خصوصية شمال وشرق سوريا وحقوق سكانها.
من زوايا العالم
منبر الرأي
بين السطور