بث تجريبي

أحد شيوخ قبيلة الجبور بسوريا يحذر من خطاب الكراهية: يخدمون أجندات خارجية

في ظل ما تشهده الساحة السورية من تحديات سياسية واجتماعية متصاعدة، ومع تنامي الخطابات الطائفية ومحاولات بعض الأطراف إيقاد الفتنة بين مكونات الشعب السوري الواحد، تبرز دعوات العقلاء إلى الوحدة الوطنية، ونبذ الفرقة، وتحكيم صوت الحكمة.

وفي هذا السياق، أدلى الشيخ علي حماد الأسعد الفاضل الملحم نجل الشيخ حماد الأسعد الملحم من قبيلة الجبور العربية، بتصريحات شدد فيها على ضرورة الحفاظ على النسيج الوطني، ورفض الطائفية والصراعات العبثية، داعياً العشائر والمكونات السورية إلى التكاتف والجلوس إلى طاولة الحوار من أجل إنقاذ سوريا من دوامة الصراعات والتدخلات التي تهدد مستقبلها.

وقال الشيخ علي الأسعد الفاضل الملحم: "العشائر العربية والكردية إذا حكّمت العقل، ستصل إلى بر الأمان. عليها ألا تصغي لأصوات خارج الحدود أو لمن يحاول التدخل في الشؤون السورية، فقد شهدنا عبر التاريخ تدخلات خارجية كثيرة، ولم تكن نتائجها إلا سلبية على سوريا والشعب السوري".

فوهة البارود لا تجلب سوى المآسي

وأضاف الشيخ الملحم: "العقل هو البديل عن فوّهة البارود، فالأخيرة لا تجلب سوى المآسي، وفي النهاية، سيعود الجميع إلى صوت العقل، لذلك، على عشائرنا وأبناء المنطقة أن يحتكموا إلى العقل، ويتجنبوا الصراعات الطائفية والحروب".

الحوار بدل الحرب

ولفت قائلاً: "يجب على الطوائف والمكونات، وعلى الشعب السوري بأكمله، الجلوس إلى طاولة حوار كما يجلس الإخوة، وأن يخرجوا بنتائج حقيقية من تلك اللقاءات، بعيداً عن السلاح ولغة الحروب. فاليوم، لا يوجد أي فرق بين أبناء السويداء ودرعا وأبناء الجزيرة، ولا فرق بين الساحل ودير الزور، فـ سوريا هي لكل السوريين، بمختلف طوائفهم ومكوناتهم، ويجب علينا أن نتحد ونتكاتف لنصل إلى بر الأمان".

وحدة الدم والمقاومة عبر التاريخ

ونوّه قائلاً: "المناضلون السوريون على مرّ تاريخهم، كان منهم شهداء ومقاومون من جميع المكونات، سواء تحدثنا عن الدروز، أو العلويين، أو الكرد، أو العرب، فجميعهم قاوموا الاستعمار باسم سوريا، ولم يتحدث أحدهم عن طائفته".

الكرد والعرب تاريخ مشترك وهوية واحدة

وتطرّق الشيخ علي الملحم إلى العلاقة التاريخية بين الكرد والعرب، وقال: "هي علاقة متجذرة تعود لمئات السنين، وليست علاقة عابرة. وكنا نخجل سابقاً من تصنيف أنفسنا على أساس طائفي، فنحن جميعاً نحمل الهوية السورية. وفي الحسكة على وجه الخصوص، تربط الكرد والعرب صلات قرابة، إلى جانب التعايش الأخوي مع المسيحيين".

دعوة لدرء الفتنة والحفاظ على النسيج الاجتماعي

وأشار الشيخ الملحم إلى أن "هناك من يحاول اليوم ضرب النسيج الاجتماعي والتكاتف بين مكونات المنطقة. وما نطلبه هو أن يحكم العقلاء، وأن يتجنبوا الفتن والخطابات التي تدعو للكراهية".

وأكد بقوله: "لن نسمح لأحد بتفتيت المنطقة ونسيجها الاجتماعي. فوحدة بلادنا وشعبها هي خط أحمر، ولن نسمح لأي جهة خارجية بنسف العيش المشترك بيننا".

وتابع قائلاً: "من يحاول اليوم بث الفتنة بين مكونات المنطقة هم أشخاص يملكون غايات شخصية، وهم المستفيدون من هذه الصراعات. لذلك، أطالب شعوب المنطقة بأن تحكّم عقلها، وتجنيب أبنائها ويلات الحرب".

الوحدة طريق النجاة

وأضاف: "إذا اجتمع السوريون، كما نجتمع نحن في شمال وشرق سوريا، فإننا سنصل إلى ما نصبو إليه. علينا أن نكون معاً لا متفرقين، ولذلك يجب أن نسعى إلى توحيد السوريين ضمن حكومة ووطن واحد".

رسالة للسوريين

ووجّه الشيخ الملحم رسالة إلى السوريين قال فيها: "رسالتي إلى السوريين في جميع بقاع سوريا أن يحتكموا إلى العقل، وألا ينساقوا خلف المخططات الخارجية ومن يحاول تدمير وطننا سوريا".

تعليق على أحداث السويداء

كما تطرق الشيخ علي الملحم إلى أحداث السويداء قائلاً: "ما حصل في السويداء هو حالة من الفتنة، وندعو الله أن يحكمهم العقل، ونحن دائماً نستذكر سلطان باشا الأطرش الذي قاوم الانتداب الفرنسي، ونستذكر هذه الشخصيات الوطنية على الدوام".

دعوة للحكومة المؤقتة للجلوس مع الشيوخ الحقيقيين

وتعقيباً على رسالته الأخيرة، طالب الشيخ علي الملحم في ختام حديثه الحكومة المؤقتة بالجلوس مع شيوخ العشائر الأصلية، وعدم إظهار بعض الشخصيات العشائرية التي تلعب على عدة حبال وتتبدل مع كل فصيل يحكم، وشدد على أن الواجب هو إبراز الشخصيات التي تحكم بالحكمة، لا بالمصالح المتقلبة.

قد يهمك