في زيارة تعكس عودة الزخم الدبلوماسي الأمريكي إلى المنطقة، كشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن تفاصيل جولة نائب وزير الخارجية للشؤون الإدارية والموارد، مايكل ريغاس، إلى كل من تركيا والعراق وإقليم كردستان وإسرائيل، في الفترة من 27 الشهر الجاري حتى 5 من الشهر المقبل، حيث تستهدف الزيارة عقد اجتماعات رفيعة المستوى وافتتاح منشآت دبلوماسية جديدة.
ووفقًا لبيان الخارجية الأمريكية، سيتوقف ريغاس في إسطنبول وبغداد وهولير والقدس، حيث سيعقد في بغداد سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين العراقيين، تركز على ملفات الأمن، الخدمات القنصلية، ودعم البنية المؤسسية للشراكة العراقية–الأمريكية.
وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أن ريغاس سيزور كافة المرافق الدبلوماسية الأمريكية في العراق، للاطلاع على إجراءات الأمن والتطوير الإداري، في خطوة تعكس اهتمام واشنطن بتعزيز دور بعثاتها في ظل الظروف الأمنية والسياسية المعقدة في البلاد.
ضمن أبرز محطات الجولة، يزور ريغاس مدينة هولير لافتتاح المبنى الجديد للقنصلية العامة للولايات المتحدة، وهو مشروع ضخم يعد أحد أكبر المرافق القنصلية الأمريكية في الشرق الأوسط،وتعتبر واشنطن أن القنصلية الجديدة ستسهم في توسيع خدماتها للمواطنين وتعزيز العلاقات مع حكومة إقليم كردستان.
وتأتي الجولة في ظل توازنات دقيقة تمر بها المنطقة، حيث تحاول الولايات المتحدة تأكيد حضورها السياسي والدبلوماسي، خصوصًا في العراق، الذي يشهد سلسلة من التحديات الأمنية، أبرزها نشاط خلايا تنظيم داعش، وتوترات داخلية بين بعض القوى السياسية.
كما تأتي الزيارة قبل أسابيع من مناقشات أمريكية–عراقية مرتقبة حول مستقبل الوجود العسكري لواشنطن، وهو ما يمنح الجولة أهمية سياسية إضافية.
شهدت العلاقات بين واشنطن وبغداد تغيّرات واسعة خلال السنوات الأخيرة، بين تعزيز التعاون العسكري في مواجهة داعش، وبين مطالبات فصائل عراقية بإنهاء الوجود الأمريكي.
ورغم تلك التوترات، تؤكد الولايات المتحدة استمرارها في دعم العراق اقتصاديًا وأمنيًا، وتعتبر تطوير البعثات الدبلوماسية جزءًا من التزام طويل الأمد تجاه استقرار البلاد.
كما تمثل علاقة واشنطن بإقليم كردستان محورًا مهمًا في سياستها بالمنطقة، نظرًا لدور الإقليم في محاربة الإرهاب واستضافة القواعد اللوجستية والمقار القنصلية.