في الجزء الثاني من مقابلته مع فضائية Stêrk TV، تحدث مراد قره يلان، القيادي البارز في قوات الدفاع الشعبي، عن التطورات المرتبطة بعملية السلام والمجتمع الديمقراطي، مؤكداً أن مراسم حرق الأسلحة التي جرت في 11 تموز/يوليو تمثل "خطوة تاريخية وتحولاً استراتيجياً" في نهج الحركة، مشدداً على أن المرحلة الجديدة تتطلب حلولاً سياسية وديمقراطية بدلاً من الكفاح المسلح.
أوضح قره يلان أن المراسم التي قادتها بسه هوزات وبهزاد جاركل بمشاركة ثلاثين مقاتلاً، تعني الانتقال من مرحلة الاعتماد على السلاح إلى مرحلة جديدة من النضال السياسي، قائلاً:
"كنا نقسم بشرفنا وسلاحنا، واليوم أحرقنا أسلحتنا… هذه رسالة واضحة على تغيير الأسس الاستراتيجية".
وأكد أن هذه الخطوة جاءت استجابة لدعوة القائد عبد الله أوجلان، وأن استمرار هذه المراسم مستقبلاً مرتبط بمدى تجاوب الدولة التركية مع متطلبات المرحلة الجديدة.
شدد قره يلان على أن إطلاق سراح عبد الله أوجلان ضرورة لبناء الثقة المتبادلة بين الأطراف، وركيزة لنجاح أي عملية سلام، مضيفاً:
"حرية شعبنا مرهونة بحرية القائد آبو… لا يمكن تحقيق سلام حقيقي بينما المفاوض الرئيسي مسجون في إمرالي".
وأشار إلى أن أوجلان، رغم عدم وضعه حريته الشخصية في صدارة جدول أعماله، يمثل المرجعية الأساسية لأي حل سياسي، وأن الإفراج عنه سيسهم في تخطي حالة انعدام الثقة ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار.
رحّب قره يلان بتشكيل لجنة برلمانية لمناقشة القضية الكردية، معتبراً البرلمان العنوان الأمثل للحل، لكنه حذر من التعامل مع القضية بأسلوب تكتيكي أو محدود الأفق، داعياً الأحزاب السياسية إلى إعطاء الأولوية لمصالح تركيا العامة على حساب الحسابات الحزبية الضيقة.
وأضاف:
"القضية الكردية قضية استراتيجية تتطلب حلاً جذرياً ودائماً… يجب أن يكون القائد أوجلان طرفاً مباشراً في أي مفاوضات".
وحول ما إذا كانت دعوة أوجلان لإنهاء استراتيجية الكفاح المسلح تشمل كل مناطق كردستان، أوضح قره يلان أن الدعوة ذات بعد استراتيجي عام، لكنها لا تعني التخلي المطلق عن السلاح في كل الظروف، مبيناً أن قرار الإلقاء يعتمد على توفر ضمانات قانونية ودستورية في كل بلد.
وقال:
"الحرب المسلحة لم تعد الخيار المفضل في نضالنا… لكن من حق أي قوة الدفاع عن نفسها إذا تعرض وجودها للخطر".
وأشار إلى أن هذا المبدأ ينطبق على قوات سوريا الديمقراطية وحزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) في تعاملهم مع الواقعين السوري والإيراني، مؤكداً أن غياب الدساتير والقوانين الضامنة يجعل المطالبة بإلقاء السلاح في تلك المناطق بلا جدوى.
انتقد قره يلان التهديدات الصادرة من مسؤولين أتراك تجاه شمال وشرق سوريا، معتبراً أن الظروف العسكرية هناك تغيرت مقارنة بسنوات سابقة، وأن أي تدخل عسكري سيكون مكلفاً وطويل الأمد، داعياً إلى اعتماد الحوار بديلاً عن التصعيد.
استذكر قره يلان شهداء الحركة في مختلف المراحل، مؤكداً أن ما وصلت إليه من فرص للحل هو ثمرة تضحياتهم وجهود أوجلان، قائلاً:
"نحن مدينون لشهدائنا آلاف المرات… وواجبنا أن نسير على نهجهم حتى تحقيق الانتصار".
وكشف أن بيانات إعلامية صدرت مؤخراً لإعلان أسماء مقاتلين استشهدوا في أعوام سابقة (2017-2019) ولم يُعلن عنهم حينها بسبب شدة المعارك، مشدداً على أن حفظ ذكراهم ونقل قصصهم للأجيال واجب أخلاقي وتاريخي.
اختتم قره يلان حديثه بالتأكيد على التزام الحركة بمسار الحل السياسي وفق نهج أوجلان، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية مكتسبات الشعب الكردي، داعياً الدولة التركية إلى التعامل مع المرحلة بعقلية استراتيجية لتحقيق سلام دائم ينهي صراعاً استمر قرناً من الزمن.
من زوايا العالم