بث تجريبي

ماسك يهدد بتأسيس "حزب أمريكا" إذا أقر الكونجرس مشروع قانون ترامب الضخم

هدد الملياردير إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، بتأسيس حزب سياسي ثالث جديد يحمل اسم "حزب أمريكا" إذا أقر الكونجرس الأمريكي مشروع القانون المحلي الضخم الذي يدعمه الرئيس دونالد ترامب.

يتضمن هذا المشروع، الذي يطلق عليه ترامب "المشروع الكبير والجميل"، تشريعات محلية شاملة تشمل تخفيضات في برامج الأمان الاجتماعي والمبادرات البيئية والصحية وبرامج المساعدات العالمية، بينما يلغي دعم السيارات الكهربائية، في تصعيد جديد للصراع داخل الحزب الجمهوري.

تهديدات مباشرة وتصريحات حادة

أعلن ماسك عبر منصة "إكس" أن "حزب أمريكا سيتم تشكيله في اليوم التالي" لإقرار ما وصفه بـ"مشروع الإنفاق المجنون"، مضيفًا أن "بلدنا بحاجة إلى بديل للحزب الواحد الديمقراطي-الجمهوري حتى يحصل الشعب فعليًا على صوت"، وفقاً لما نقلته كل من صحيفة "بوليتيكو".

وصعّد ماسك من حدة هجماته ضد أعضاء الكونجرس الجمهوريين المؤيدين للمشروع، إذ كتب على منصته التي يملكها والتي تضم 220 مليون متابع: "كل عضو في الكونجرس ترشح على أساس تقليل الإنفاق الحكومي ثم صوت فوراً لأكبر زيادة في الدين في التاريخ يجب أن يخجل من نفسه! وسيخسرون انتخاباتهم التمهيدية العام المقبل حتى لو كان آخر شيء أفعله على هذه الأرض".

كما وصف ماسك الوضع بأن أمريكا تعيش في "دولة حزب واحد - حزب الخنزير الشحيح!!" داعيًا إلى "حان الوقت لحزب سياسي جديد يهتم فعلاً بالشعب"، بحسب ما ذكرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

استهداف قادة "تجمع الحرية" وحلفاء ترامب

وجه ماسك انتقادات حادة لعضوين بارزين في كتلة "تجمع الحرية" بمجلس النواب، وهما النائبان تشيب روي من تكساس وآندي هاريس من ميريلاند، متسائلًا: "كيف يمكنكم أن تطلقوا على أنفسكم تجمع الحرية إذا كنتم تصوتون لصالح مشروع قانون عبودية الدين مع أكبر زيادة في سقف الدين في التاريخ؟". في المقابل، تعهد ماسك بدعم النائب توماس ماسي من كنتاكي، أحد أبرز المعارضين لمشروع قانون ترامب، مهددًا بأن "كامل مجلسي النواب والشيوخ الجمهوريين تقريبًا سيخسرون انتخاباتهم التمهيدية العام المقبل".

التكلفة الباهظة وتداعياتها على الاقتصاد الأمريكي

يأتي هذا الصراع في ظل تقديرات مكتب الميزانية في الكونجرس المثيرة للجدل، إذ تشير إلى أن النسخة المعتمدة من مجلس الشيوخ لمشروع قانون ترامب الذي يطلق عليه "المشروع الكبير والجميل" ستضيف نحو 3.3 تريليون دولار إلى العجز خلال العقد المقبل، بينما ستضيف النسخة المعتمدة من مجلس النواب 2.4 تريليون دولار، وفقًا لـ"ذا جارديان".

وانتقد ماسك المشروع لأنه "يضر بشدة بصناعة الطاقة المتجددة" ويلغي الإعانات المخصصة للسيارات الكهربائية، قائلاً إن المشروع "يقدم مساعدات لصناعات الماضي بينما يضر بشدة بصناعات المستقبل"، كما نقلت "ذا جارديان".

علاقة متقلبة مع إدارة ترامب

تُظهر هذه التطورات عودة التوتر بين ماسك والرئيس ترامب، خاصة بعد أن ترك ماسك منصبه كموظف فيدرالي في "إدارة كفاءة الحكومة" في أواخر مايو الماضي.

وكان الرجلان قد تصالحا ظاهريًا بعد خلاف عام في يونيو الماضي، لكن ماسك عاد للهجوم مجددًا، حسبما ذكرت "بوليتيكو".

وتشير التقارير إلى أن ماسك، الذي كان ديمقراطيًا لفترة طويلة، بدأ في التماهي مع الحزب الجمهوري فقط في عام 2022، وبدأ في تقديم مساهمات عامة ضخمة للحزب قبل انتخابات نوفمبر الماضي، إذ تبرع بحوالي 277 مليون دولار لحملة ترامب، ما جعله أكبر المتبرعين الجمهوريين.

كما أشار ماسك في استطلاع سابق على "إكس" خلال خلافه مع ترامب إلى السؤال: "هل حان الوقت لإنشاء حزب سياسي جديد في أمريكا يمثل فعلاً 80% من الوسط؟".

ورغم هذه التهديدات، تشير "نيويورك تايمز" إلى أن تشكيل حزب ثالث قابل للحياة يُعتبر مهمة هرقلية، ولم تظهر أي علامات فورية على استعداد ماسك أو مستشاريه لاتخاذ خطوات عملية، كما تذكر الصحيفة أنه قال قبل خمسة أسابيع فقط إنه سينفق "أقل بكثير" على الانتخابات في دورة 2026.

قد يهمك