بث تجريبي

خاص| المبادرة .. محلل ليبي: الإسلام السياسي تيار انتهازي و"الدبيبة" سقط شعبياً وأخلاقياً

لا يزال المشهد الليبي يكتنفه الكثير من الغموض في ظل المظاهرات التي تهز كل مدن وبلدات الغرب الليبي، والتي انطلقت من العاصمة طرابلس، مطالبة بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة.

جاءت هذه المظاهرات عقب مشهد دموي تقاتلت فيه الميليشيات الليبية في طرابلس، مما يثير التساؤلات حول مدى نجاحها ومصير حكومة الدبيبة معها، ودور الجهات الخارجية وهل يمكن أن تكون عوامل نجاح أم إجهاض للمظاهرات.

في هذا الإطار، حاور موقع "المبادرة" المحلل السياسي الليبي عياد عبد الجليل، حول مصير المظاهرات ومستقبل ليبيا والمشهد السياسي فيها بشكل أوسع. وإلى نص الحوار...

*كيف ترى المشهد الليبي الآن؟

- لا تزال الدولة الليبية والوضع الليبي على صفيح ساخن بسبب الأحداث الأخيرة. الوضع في الغرب الليبي مازال معقدًا بسبب المظاهرات، حيث تتلاحق الأحداث مع الاحتجاجات المستمرة في كافة مدن الغرب الليبي.

*كيف ترى مصير المظاهرات، وهل يمكنها إسقاط حكومة الدبيبة؟

- نعم، لا يزال الوضع معقدًا بسبب المظاهرات. حكومة الدبيبة سقطت أخلاقيًا، وشعبيًا، وأدبيًا، وسياسيًا؛ لكونها تستخدم الميليشيات لصالحها ولصالح بقائها في السلطة. تسببت هذه الحكومة في الكثير من الحروب في العاصمة الليبية طرابلس، وتسببت في العديد من الفتن بين الكتائب، والعديد من المدن للبقاء فترة أطول في السلطة. الآن، حكومة الدبيبة تستغل نفوذها مع بعض الميليشيات لكي يطول عمرها أكثر وأكثر في السلطة، خاصة بعد الغدر والقتل باللواء عبد الغني الككلي، رئيس جهاز الدعم والاستقرار. ومن هنا، رأت بعض التشكيلات العسكرية المسلحة أن عبد الحميد الدبيبة يشكل خطرًا عليها. ولهذا، أصبح جهاز الردع في طرابلس — باعتباره أكبر جهاز أمني في طرابلس ومحافظًا على الأمن ويحارب الجريمة المنظمة والهدامة — يراها حكومة غير صالحة. وهي كذلك لأنها تعتبر الحكومة الأكثر فسادًا والأكثر استغلالًا للنفوذ وتصفية الحسابات، وبهذا سقطت سياسيًا وأدبيًا.

*كيف ترى أداء ووجود حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة عقب قيام المظاهرات؟

- المظاهرات هي من أسقطت حكومة الدبيبة. وحاليًا، تعمل الحكومة بحوالي 12 وزيرًا أو أقل فقط. سبب استقالة العديد من الوزراء بعد الضغط الشعبي في الجمعات الماضية في المظاهرات هو أنها ستسقط عاجلاً غير آجل؛ لأنها بالفعل سقطت شعبيًا واجتماعيًا وأدبيًا، وسيحدث سقوطها بسبب التصعيد في الساحات والميادين.

*كيف ترى موقف المجتمع الدولي والبعثة الأممية؟

- طالب المتظاهرون بوجود حكومة مؤقتة لوضع صياغة دستورية وتحديد موعد انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة، وهو ما أشارت به اللجنة الاستشارية التي شكلتها نائبة الممثل الخاص للأمين العام للشؤون السياسية، ستيفاني خوري، وأظهرت نتائج اللجنة الاستشارية رفض تصحيح المسار والموافقو على تشكيل حكومة واحدة. وقد زارت حنا تيتة رئيسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا  والمبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالبلاد العديد من المكونات الاجتماعية في كل من الغرب الليبي والشرق الليبي على حد سواء، والكل أراد أن تكون هناك حكومة واحدة هي من تشرف على الانتخابات في البلاد.

*كيف ترى تأثير دول الجوار في الأزمة الليبية؟

- بعض الدول المتدخلة في الشأن الليبي لا يزال لديها مصالح في حكومة الدبيبة، وتريد تمرير مصالحها فقط. أما العديد من الدول الأخرى، فقد أرادت تشكيل حكومة واحدة تشرف على الانتخابات في البلاد. وخرج الشارع الليبي والشعب الليبي ليقولها بصوت عالٍ: "نعم للانتخابات ونعم لإزالة جميع الأجسام السياسية في الشرق والغرب مثل مجلس النواب ومجلس الدولة والحكومتين وأغلب الأجسام السياسية، ونعم لدولة المؤسسات ونعم للجيش ونعم للشرطة".

*كيف ترى حرب الميليشيات في طرابلس، وهل هي بإيعاز من حكومة الدبيبة؟

- حرب الميليشيات في طرابلس ليست بإيعاز من الحكومة، بل اختلفت المصالح فقط، وفي السياسة لا يوجد عدو دائم ولا صديق قائم، وتلك الميليشيات هي من دعمها رئيس الحكومة الحالية عبد الحميد الدبيبة في مفاصل الدولة، وأنفق عليها مئات الملايين من الدينارات والدولارات لكي تطيل بقاءه في السلطة، ولكن عندما اختلفت المصالح وتضاربت بين الجانبين، خرج علينا الدبيبة إعلاميًا بشعارات رنانة ويقول: "نعم للجيش ونعم للشرطة ولا للميليشيات في الغرب الليبي"، وهو من اغتال أمر أكبر ميليشيا في طرابلس وفي الغرب الليبي عبد الغني الككلي، وهي الميليشيا التي مكنته في الحكم وأطالت بقاءه في السلطة، هذا ليس بإيعاز من الدبيبة ولكنها مصالح فقط ألتقت. ويدل على ذلك أن هناك العديد من الميليشيات في الغرب الليبي، فلماذا لم يعهد إليها الدبيبة بمهمة القتال الداخلي الذي يزعم أنه من أجل حصر السلاح؟ وذلك لأن الكل أصبح يعرف جيدًا ما يفعله الدبيبة وما الوتر الحساس الذي يلعب عليه، وهي الشعارات الرنانة فقط التي يحاول عن طريقها يلهي المجتمع الدولي ويكرس حكمه لأطول فترة ممكنة.

*كيف ترى أحداث العيد في مدينة صبراتة؟

- لا يمكن توصيف المعارك التي روعت المدنيين في مدينة صبراتة خلال أيام عيد الأضحى سوى أنهم همج وميليشيات.

*وماذا عن دور تركيا؟

- تركيا كانت القوة الفاعلة وهي من تدعم بقاء الدبيبة في السلطة لكي تمرر مصالحها، ولكن الآن، أصبحت تركيا هي من تسحب البساط كل يوم من تحت حكومة الدبيبة، وأصبح لها دور كبير في الشرق الليبي، ولها تعزيزات وبوادر وتدريبات مع قوات خليفة حفتر في الشرق الليبي.

*كيف ترى تأثير تيار الإسلام السياسي ومستقبله في ليبيا؟

- تيار الإسلام السياسي هو تيار انتهازي في البلاد، ومصالحه أينما كانت هو يتبعها. ولكن تركيا أصبح موقفها ضعيفًا مع حكومة الدبيبة؛ لأنه تم تمكين أغلب شركاتها في الشرق الليبي، وأغلب مصالحها أصبحت في المنطقة الشرقية.

قد يهمك