بث تجريبي

بدون إحراج| سيد أبواليزيد يكتب: حلحلة للازمة السورية

من المؤكد ان الاتفاق الذى تم التوصل إليه في اللقاء والاجتماع بين وفدا شمال وشرق سوريا  مع اللجنة المركزية  لسلطة دمشق والمكلفة باتمام الاتفاق قد يؤدى الى حلحلة الازمة السورية وتهيئة الارضيه لحل سياسي شامل خاصة إذا ما شكل قاعدة اساسية لتحديد  رؤية مشتركة حول الحقوق الدستورية للمكون الكردى في سوريا الجديدة
والأجواء الايجابيه التى سادت الاجتماع الرسمى الأول 
وما اثمرعنه من بحث آليات لتسهيل عودة المهجرين الى مناطقهم والذى لايقل عددهم عن ٣٠٠ الف مهجر والعمل على إزالة المعوقات التى تعيق هذه العودة وبخاصة توفير البنية التحتية لهم وتوفير الرعاية والخدمات اللازمة لهم لمواجهة تحديات التصحر وشح المياه مسالة في غاية الاهمية
اتصور ان التعاون  مع السلطة في دمشق قد يسهم في إنهاء معاناة سكان الشمال الشرقى والذى يعانى من الحصارالاقتصادى والجفاف وغياب الخدمات الاساسية 
كما ان اللقاءات بين الطرفين يمكن ان تؤدى الي بحث سبل إعادة تشغيل البنى التحتية وتسهيل الحركة التجارية  والاقتصادية بين المناطق
والروح الايجابية التى بدت خلال الاجتماع والمناقشة  البناءة قد يدفع الى فتح قنوات الحوار لتخفيف التوتر بين السلطة المركزية والمناطق الخارجة عن سيطرته وامكانية بحث اعادة تفعيل ملف حى الأشرفية والشيخ مقصود والسعى الي معالجته بما يخدم الاستقرار  والسلم الاهلي
ويحمل الاجتماع الرسمى  بين الطرفين دلالات هامة بما يمثله من نافذة مهمة للتفاوض حول مستقبل سوريا بعد أكثر من ١٤ عاما في الحروب وبالتالي يعد تنسيق الجهود بينهما فرصة واعدة لمواجهة التهديدات الامنية المشتركة وبخاصة من جماعة تنظيم داعش ..
كما ان التعاون  بين دمشق  وشمال شرق سوريا يمكن ان يكون ورقة ضغط في مواجهة التهديدات التركية بشن عمليات عسكرية جديدة ضد قوات سوريا الديمقراطية 
ومن المتصور ان الجهود المبذولة من الطرفين والتى ادت الى التوصل للاتفاق علي تشكيل لجان فرعية تخصصية لمتابعة تنفيذ اتفاق العاشر من آذار الموقع بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبده ورئيس الحكومة الانتقاليه  احمد الشرع يؤسس ايضا الي السعى لحل المشاكل العالقة في ملف الامتحانات والمراكز الامتحانية  بما يضمن حقوق الطلبة وسلامة العملية التربوية
واذا كان اتفاق ١٠ آذار يمنح المكون الكردى ثقلا اكبر في النقاش حول مستقبل سوريا  خصوصا فيما يتعلق  بمسائل اللامركزية والحقوق الثقافية والسياسية وتطوير نموذج اكثر شمولا للإدارة الذاتية بحيث يضم اطيافا أوسع من الشعب الكردى وغيرهم من المكونات لذلك فإن اللقاء الرسمى الأول بين وفدا شمال وشرق سوريا مع سلطة دمشق يطرح مستقبلا قضية هامة بالملف الكردى يتعلق بمدى قبول دمشق بفكرة الحكم الذاتى وشكل العلاقة بين الإدارة الذاتية والحكومة المركزية وقد تسهم اللقاءات التالية في توضيح الرؤي السياسية للطرفين حول النظام اللامركزى باعتباره مطلب اساسي للإدارة الذاتية 
ويمكن تعزيز هذه المطالب متماشيا مع رغبات الدول الاوربية في المطالبة باصلاحات سياسية وشراكة تعددية
وتقاسم للسلطة ودعم الحقوق  السياسية والمدنية ومن هنا تنعكس الارادة السياسية  في اتاحة المشاركة الكردية باللجنة الدستورية بوفد موحد ورؤية مشتركة
والعقلاء دائما يدركون ان الحل العسكرى لا يمكن ان يكون الحل والخيار الوحيد للتغلب على كافة انواع المشاكل العالقة ..بل ان الحوار يظل ضرورة لضمان وحدة سوريا واستقرارها وتحقيق تطلعات شعبها من العيش فى امان وتحسين مستوى معيشة المواطن السورى

قد يهمك