الولايات المتحدة تعزّز وجودها العسكري في الكاريبي وتلوّح بالتصعيد ضد فنزويلا بعد فرض حصار على ناقلات النفط

عزّزت الولايات المتحدة وجودها البحري والجوي في منطقة البحر الكاريبي، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض «حصار كامل» على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات الأمريكية والمتجهة من وإلى فنزويلا، في خطوة تعكس تصعيدًا لافتًا في الضغط على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.

وأكد ترامب، في مقابلة مع شبكة NBC News، أنه لا يستبعد اندلاع مواجهة عسكرية مع فنزويلا، مشيرًا إلى أن واشنطن ستواصل الاستيلاء على ناقلات النفط المخالفة. وقال: «إذا واصلوا الإبحار، فسيُعادون إلى أحد موانئنا».

وبحسب تقرير لصحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، تُظهر صور الأقمار الصناعية وبيانات التتبع حشدًا حديثًا للطائرات والسفن الأمريكية في المنطقة، بما يعزّز الوجود العسكري القادر على ردع الشحنات النفطية والرحلات التجارية المرتبطة بفنزويلا.

وأشار التقرير إلى إعادة تفعيل قاعدة «روزفلت رودز» البحرية والمطار العسكري التابعين للولايات المتحدة في بورتوريكو رسميًا الشهر الماضي، بعد إغلاق استمر أكثر من عقدين، حيث رُصدت أعمال تطوير للبنية التحتية ونشر خيام عسكرية قرب المدرج.

وأظهرت صور ملتقطة في 11 ديسمبر وجود طائرات مقاتلة من طراز F-35A، وطائرات تزويد بالوقود KC-130، إلى جانب طائرات بحث وإنقاذ، فضلًا عن تجميع أسطول من طائرات EA-18G Growler المتخصصة في الحرب الإلكترونية. كما حلّقت مقاتلتان من طراز F/A-18 Super Hornet فوق خليج فنزويلا في 9 ديسمبر.

وفي السياق نفسه، قال ترامب إن ما يجري يمثل «أكبر أسطول تم تجميعه في تاريخ أمريكا الجنوبية»، في إطار مساعيه لزيادة الضغط على مادورو، الذي تصنّفه واشنطن «زعيمًا لعصابة مخدرات إرهابية».

وانضمّت حاملة الطائرات USS Gerald R. Ford إلى هذا الحشد العسكري في نوفمبر الماضي، لترتفع أعداد القوات الأمريكية في الكاريبي إلى أكثر من 14 ألف جندي. كما رُصدت سفن حربية أمريكية قرب السواحل الفنزويلية، من بينها مدمّرة صواريخ موجهة من فئة Arleigh Burke، وسفينة إنزال برمائي يُعتقد أنها من طراز Iwo Jima.

ووفق «فاينانشال تايمز»، أجرت القوات الأمريكية تدريبات بالذخيرة الحية في الكاريبي، ونشرت نظام رادار عسكري في ترينيداد وتوباغو، القريبة جغرافيًا من الساحل الفنزويلي.

في المقابل، ورغم نشر الجيش الفنزويلي مقاطع تُظهر مناورات برية وبحرية، يؤكد خبراء عسكريون أن قدراته لا تقارن بالإمكانات الأمريكية، مشيرين إلى مشكلات صيانة تطال الطائرات الروسية في الخدمة، وضعف نتائج حملات تجنيد الميليشيات.

ونقلت الصحيفة عن المحلل الدفاعي الفنزويلي خوسيه غارسيا قوله إن القدرات الفعلية للقوات المسلحة الفنزويلية «محدودة للغاية» في حال اندلاع مواجهة مباشرة، مضيفًا أن الولايات المتحدة «قادرة على فرض هيمنة كاملة دون وجود رد تقليدي فعّال من كاراكاس».