بث تجريبي

إيران تؤكد تمسّكها بالحوار بشروط متوازنة… وخامنئي يشدد على دور الباسيج وسط تصاعد الضغوط الدولية

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن أسس التفاوض ترتكز على تجنّب الطمع ورفض الإملاءات، مشددًا على أن أي حوار يفقد قيمته إذا بُني على الاستعلاء أو الضغوط. وأوضح أن زيارته إلى فرنسا تأتي ضمن مشاورات مستمرة بين طهران وباريس تشمل العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية والبرنامج النووي الإيراني.

وأشار عراقجي إلى أن قنوات التواصل بين إيران وفرنسا لم تنقطع رغم الخلافات القائمة، لافتًا إلى أن الأشهر الماضية شهدت مباحثات موسعة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وأضاف أن الحوار ضرورة في العلاقات الدولية لتقليل سوء الفهم ومنع الأخطاء في الحسابات، معتبرًا أن التفاوض يختلف جذريًا عن تلقي التعليمات أو الإذعان للطلبات المفروضة.

وأوضح أن محادثات تفصيلية جرت في باريس حول الملف النووي، وأن طهران عرضت موقفها بشكل واضح، لكنه اعتبر أن الظروف الحالية لا تسمح بإجراء مفاوضات متوازنة بسبب النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة، والذي يجعل التوصل إلى تفاهم عادل أمرًا غير متاح في المرحلة الراهنة. وأكد أن إيران لم تغادر طاولة الدبلوماسية ومستعدة للحوار شريطة احترام قواعد التفاوض.

وفي سياق متصل، جدد عراقجي رفض بلاده التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن المنشآت التي تعرضت للقصف، موضحًا أن التعاون يقتصر على المواقع غير المستهدفة وضمن الأطر القانونية. كما نفت الخارجية الإيرانية وجود أي اتصالات أو مفاوضات مع الولايات المتحدة، معتبرة أن التفاوض مع طرف يمارس الضغوط والاعتداءات أمر غير منطقي.

وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يطالب إيران بالسماح بالوصول إلى منشآتها النووية التي تضررت في الهجمات الأخيرة. وكانت منشآت في نطنز وفوردو وأصفهان قد تعرضت لضربات أميركية في 22 يونيو الماضي، عقب عملية عسكرية إسرائيلية استهدفت مواقع نووية وشخصيات علمية وأمنية في إيران، وسط اتهامات لطهران بالسعي لإنتاج برنامج نووي عسكري سري.

وعلى الصعيد الداخلي، أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في كلمة الخميس أن "إيران تحتاج إلى التعبئة أكثر من أي دولة أخرى" في ظل التدخلات والضغوط الخارجية، مشددًا على ضرورة استمرار “حركة المقاومة” جيلاً بعد جيل. وأشاد خامنئي بدور قوات الباسيج، معتبرًا أن الجيل الرابع منها أصبح في مرحلة الجهوزية للعمل الميداني، داعيًا إلى تعزيز صورتها بين الشباب. وأضاف أن استمرار نشاط الباسيج يضمن قوة وصمود المقاومة في مواجهة "الاستكبار العالمي".

وفي تطور آخر، نشرت صحيفة هآرتس تسجيلات صوتية لرئيس الموساد الإسرائيلي السابق يوسي كوهين، كشف فيها تفاصيل حول نشاط الوكالة داخل إيران. وقال كوهين إن وحدات الموساد تعمل داخل الأراضي الإيرانية بشكل مباشر لجمع المعلومات وتجنيد العناصر. كما أشار إلى أن الهجمات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة أدت إلى "توقف كبير" في البرنامج النووي الإيراني، رغم عدم تدمير كل المخزون النووي.

وأوضح كوهين أن إيران ما زالت تحتفظ بمستويات من اليورانيوم المخصب، وأن طموحاتها النووية لم تتراجع، ما يعكس استمرار التحديات الأمنية والاستخباراتية في المنطقة.

قد يهمك