أكد القائد الكردي عبدالله أوجلان في الجزء الخامس من مانيفستو الحضارة الديمقراطية المخصص لـ"الحياة التشاركية الحرة"، أنّ السير نحو حياة مشتركة حرة يتطلب وعي المرأة والنظر بجدية إلى نقاط أساسية تحميها من الاستغلال والقمع.
وأشار إلى أنّ الحداثة الرأسمالية تعمل على تحويل المرأة إلى مستعمرة حديثة، وجعلها أداة للهيمنة الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يعيق تحرر المجتمع.
يشدد أوجلان على أنّ العلاقة بين الرجل والمرأة ليست مجرد رابط جسدي أو عاطفي، بل مواجهة مباشرة مع قسوة السلطة، موضحًا أن النساء في النظام السلطوي غالبًا ما يجدن أنفسهن في مواجهة "نمر" رمزي يمثل الرجل المتسلط، حيث يمكن أن يتحول الاضطهاد إلى عنف نفسي وجسدي.
ويضيف أنّ الفهم الواعي لهذه الديناميكية يتيح للمرأة اتخاذ خطوات حقيقية لحماية نفسها، ويحولها إلى "نمرة أنثى" تتمتع بالقوة والوعي، بدلًا من أن تكون ضحية مستمرة.
وأشار أوجلان إلى أنّ الحداثة الرأسمالية تسعى لإنتاج تبعية المرأة عبر المال والفن والأدب والعنف، بحيث تظل المرأة محاصرة تحت الهيمنة الاقتصادية والعاطفية للرجل.
ومن ثم، فإن أي محاولة للمرأة لتحقيق استقلالها أو حياة مشتركة حرة تواجه عقبات حقيقية، ولا يمكن أن تتحقق إلا بالوعي الذاتي والقدرة على مواجهة الأنماط السلطوية.
يشير أوجلان إلى الرموز الأسطورية مثل "إنانا – أفروديت" كمثال للمرأة القادرة على المحافظة على قوتها الجسدية وجاذبيتها وشبابها، وهو ما يعكس الإمكانية الحقيقية للحياة المشتركة الحرة.
وأوضح أن هذا النوع من العلاقات يتطلب شريكًا يمتلك نصف صفة الإله ونصف صفة الإنسان، على غرار شخصية "بروميثيوس"، ليتمكن من خلق توازن بين القوة والحرية والمسؤولية المشتركة.
ويخلص أوجلان إلى أن تحقيق الحياة المشتركة الحرة للمرأة لا يعتمد على مواقف ناعمة أو مسالمة تجاه الرجل أو المجتمع الرأسمالي، بل على وعي مستمر بالنظام السلطوي، وعلى القدرة على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تحاول الحداثة الرأسمالية فرضها. ويعتبر هذا الوعي والتمكين الذاتي الركيزة الأساسية لإنشاء حياة مشتركة حرة ومتوازنة بين المرأة والرجل.
من زوايا العالم