تواجه بولندا موجة جديدة من أعمال التخريب التي استهدفت بنيتها التحتية الحيوية، كان آخرها شبكتها الرئيسية للسكك الحديدية، بعدما كشف رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عن تورط مواطنَين أوكرانيين يعملان منذ سنوات لصالح الاستخبارات الروسية في حادثين وقعا قرب وارسو ومحاذاة الحدود الأوكرانية.
وقال توسك، في كلمة أمام البرلمان نقلتها صحيفة جازيتا فيبورتشا، إن السلطات حددت هوية المشتبه بهما، مشيرًا إلى أن أحدهما مدان سابقًا في أوكرانيا بقضايا تتعلق بالتخريب. وكانت السلطات قد رجّحت منذ البداية أن يكون تخريب خط السكك الحديدية بين وارسو ولوبلين مرتبطًا بتوجيهات من جهاز استخبارات أجنبي.
وأوضح متحدث باسم وزير الخدمات الخاصة أن المؤشرات الحالية تشير إلى ضلوع أجهزة الاستخبارات الروسية، فيما لم يصدر تعليق رسمي من موسكو بشأن الاتهامات.
الهدف من التخريب
وذكر توسك أن العمليات هدفت إلى التسبب بـ"كارثة" في قطاع السكك الحديدية، مشيرًا إلى أن أحد المشتبه بهما يقيم في بيلاروسيا والآخر في شرق أوكرانيا. ودخلا كلاهما بولندا عبر بيلاروسيا خلال الخريف، ثم غادرا مجددًا عبر معبر تيرسبول الحدودي.
تفاصيل الانفجار
وأشار رئيس الوزراء إلى انفجار عبوة شديدة الانفجار من نوع "سي-4" في 15 نوفمبر قرب قرية ميكا أثناء مرور قطار بضائع، ما أدى إلى أضرار طفيفة في إحدى العربات. وأظهرت كاميرات المراقبة لحظة الانفجار، بينما لم يلحظ السائق ما حدث في حينه. وسبق ذلك محاولة فاشلة لإخراج القطار عن مساره عبر وضع مشبك فولاذي على السكة.
حادث التخريب الثاني
وفي حادث ثانٍ وقع في 17 نوفمبر، توقف قطار يقل 475 راكبًا فجأة بعد تضرر الكابلات العلوية المغذية للقطارات. وأعلن توسك اعتزامه رفع مستوى التأهب على بعض خطوط السكك الحديدية.
وتلعب شبكة السكك الحديدية البولندية دورًا مهمًا في إيصال المساعدات إلى أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، ما يجعلها هدفًا حيويًا في سياق التوترات الإقليمية.
بين السطور