أقرت لجنة أمريكية مؤثرة في الكونغرس بأن البنية الحكومية الحالية في الولايات المتحدة غير قادرة على مجاراة الصعود السريع للصين، محذّرة من أن البيروقراطية المتشعبة والصراعات بين الوكالات تمنح بكين أفضلية استراتيجية في المنافسة العالمية.
وفي تقريرها السنوي، أوضحت "لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة والصين"، وهي هيئة مستقلة ترفع توصياتها إلى الكونغرس، أن الأسلوب المتبع في إدارة العلاقة مع الصين يعتمد على "نهج مجزأ" بين عدة وكالات، وهو ما يؤدي إلى ضعف المساءلة وإهدار الأولويات، بحسب ما نقلته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.
وأشار التقرير إلى أن الصين تستغل هذا الاضطراب البيروقراطي لتجاوز القيود والعقوبات الأمريكية. وقدمت اللجنة 28 توصية تشمل قضايا من التكنولوجيا الحيوية إلى الدفاع عن تايوان، إلا أن جوهر التقرير ركّز على ضرورة إصلاح شامل للبنية الحكومية الأمريكية.
وقال عضو اللجنة مايكل كويكن إن الهيكل الحكومي يضم "كيانات إقطاعية تتناحر فيما بينها"، مضيفًا أن مواجهة الصين تتطلب إعادة تنظيم مؤسسي يضمن فعالية أكبر.
هيئة موحدة مقترحة
واقترحت اللجنة إنشاء هيئة حكومية واحدة تدمج أجزاءً من وزارات التجارة والخزانة والخارجية لتحسين تنفيذ سياسات العقوبات والرقابة على الصادرات. وتشمل الوحدات المقترح دمجها:
مكتب الصناعة والأمن بوزارة التجارة،
مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة،
مكتب التعاون في مراقبة الصادرات بوزارة الخارجية.
ويأتي التقرير في سياق تنافس استراتيجي متصاعد بين واشنطن وبكين، رغم التفاهمات الأخيرة بين الرئيسين الأمريكي والصيني لتخفيف التوترات التجارية.
تكنولوجيا حساسة وفجوة في الضبط
وشدد التقرير على ضرورة تعزيز صلاحيات مكتب الصناعة والأمن لضبط المنافسة في التقنيات المتقدمة، خصوصًا رقائق الذكاء الاصطناعي، مقترحًا فرض تقنيات تتبّع للرقائق المصدّرة وإلزام الشركات بتوفير الرقائق المتطورة عبر خدمات سحابية فقط، بهدف منع وصولها إلى جهات قد تستخدمها ضد الأمن القومي الأمريكي.
قصور عسكري في مواجهة الصين
وامتدت الانتقادات لتشمل الجانب العسكري، حيث دعت اللجنة الكونغرس إلى إلزام القيادة العسكرية في منطقة الهندو-باسيفيك بإثبات امتثالها للقانون الذي يفرض على الجيش الأمريكي الاحتفاظ بقدرة ردع أي تهديد ضد تايوان. كما أوصى التقرير بزيادة تمويل قوة الفضاء الأمريكية لتعزيز قدراتها في مواجهة التقدم الصيني المتسارع، بما في ذلك تطوير نماذج محاكاة للحروب الفضائية وتقييم التهديدات المحتملة.