بث تجريبي

قرار إدارة ترامب برفع العقوبات عن زعيم صربسكا السابق يثير مخاوف أوروبية ويُعد مكسبًا لروسيا

أثار قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على ميلوراد دوديك، الزعيم السابق لـ"جمهورية صربسكا" في البوسنة والهرسك، قلقًا واسعًا في الأوساط الأوروبية، إذ اعتبره مراقبون انتصارًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمن مساعيه لزعزعة استقرار القارة الأوروبية من الداخل، بحسب مجلة فورين بوليسي الأمريكية.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت العقوبات على دوديك عام 2017، بعد تنظيمه استفتاءً يهدف إلى تكريس انفصال "جمهورية صربسكا" ككيان مستقل داخل البوسنة، في خرق مباشر لـ"اتفاق دايتون للسلام" الموقع عام 1995، والذي أنهى الحرب الأهلية البوسنية وحدد أسس التعايش بين المكونات الثلاثة للبلاد: البوشناق، والصرب، والكروات.

ويرى محللون أن القرار الأمريكي الأخير يخدم أحد الأهداف الاستراتيجية لروسيا، والمتمثل في إضعاف الاتحاد الأوروبي وتقويض تماسكه الداخلي. ويحذر خبراء من أن تجاهل أوروبا للوضع في البوسنة قد يعيد المنطقة إلى أجواء التوتر، ما يهدد استقرار القارة ويعرقل جهودها في مواجهة موسكو، خصوصًا في أوكرانيا.

وأشارت تقارير إلى أن رفع العقوبات ربما جاء نتيجة ضغوط من حكومة دوديك، التي استعانت بعدد من مستشاري ترامب السابقين، من بينهم الحاكم الأسبق لولاية إلينوي رود بلافوغيفيتش، الذي وصف العقوبات بأنها "اضطهاد سياسي".

من جانبه، اعتبر دوديك القرار "تصحيحًا لظلم فادح" بحق الشعب الصربي في البوسنة، وفرصة لتعزيز نفوذه السياسي، خاصة بعد أن جُرّد من صلاحياته في أغسطس الماضي بقرار من لجنة الانتخابات البوسنية.

ويرى مراقبون أن الخطوة الأمريكية قد تمنح دوديك زخمًا جديدًا لدفع أجندته الانفصالية، سواء من خلال التعاون مع الزعماء الكروات في البلاد لإقامة كيان كرواتي مستقل، أو عبر تعزيز سعيه لانفصال "جمهورية صربسكا" الكامل، في تحرك يخدم المصالح الروسية في تفكيك الاستقرار الأوروبي.

ويؤكد محللون أن أوروبا تواجه اختبارًا حقيقيًا في قدرتها على حماية السلام في منطقة البلقان، إذ إن تجاهل هذه التطورات قد يفتح الباب أمام تصعيد جديد يهدد الأمن القاري.

قد يهمك