أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، تطابق وجهات النظر بين البلدين بشأن أهمية تعزيز التعاون بين دول حوض النيل، على أساس مبدأ التوافق المشترك الذي يضمن تحقيق مصالح جميع الأطراف دون الإضرار بحقوق أي دولة.
وشدد الرئيسان، خلال لقائهما في القاهرة اليوم الجمعة، على ضرورة إعمال مبدأ التوافق بين الدول المتشاطئة في الأنهار الدولية كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المشتركة وتلبية تطلعات الشعوب الإفريقية.
وحضر اللقاء من الجانب المصري وزير الخارجية بدر عبدالعاطي ووزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم، ومن الجانب الكونغولي وزيرة الثقافة والفنون والتراث إيليبي مانديمبويولاند، وسفير الكونغو بالقاهرة كاسونجو موسينجل جان باتست، والمستشار الخاص للرئيس ماندونجو بولا كومبو.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي أن المباحثات تناولت تطورات ملف مياه النيل والتعاون الإقليمي في إطار مبادرة حوض النيل، حيث أكد الرئيس السيسي حرص مصر على إنجاح العملية التشاورية ضمن المبادرة، باعتبارها منصة قادرة على تحقيق مصالح جميع دول الحوض بعيدًا عن سياسات التعنت أو الإجراءات الأحادية ذات الطابع السياسي.
كما شدد الرئيس السيسي على أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على احترام القانون الدولي والمبادئ الراسخة، وأن مصر لا تستخدم القوة أو التهديد لتحقيق مصالحها، بل تعمل على نشر السلام والاستقرار في محيطها الإفريقي والعربي.
دعم مصري شامل للكونغو الديمقراطية
وأشار البيان إلى أن الرئيس السيسي أكد دعم مصر الكامل لسيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية ووحدة أراضيها، مشددًا على مساندة القاهرة لجهود تحقيق السلام بين الكونغو ورواندا برعاية الولايات المتحدة، وكذلك لمسار الدوحة التفاوضي مع حركة "إم 23"، مع استعداد مصر لتقديم كل أشكال الدعم الممكنة لإنجاح هذه المساعي.
كما بحث الرئيسان تطورات المسارين التنفيذيين لمحادثات واشنطن والدوحة، وسبل تعزيز دور مصر في دعم تنفيذ اتفاقاتهما ومعالجة أي تحديات قد تواجهها، حيث أعرب السيسي عن استعداد بلاده لبذل كل الجهود لتقريب وجهات النظر وتحقيق الاستقرار في الكونغو.
وأعرب الرئيس تشيسيكيدي من جانبه عن تقديره الكبير للدعم المصري المستمر، مشيدًا بحفاوة الاستقبال وبمستوى العلاقات الثنائية التي تشهد تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات، مؤكدًا أن هذا التعاون يعكس الدور المصري الفاعل في دعم التنمية الإفريقية، خصوصًا في دول حوض النيل.
وفي ختام اللقاء، اتفق الرئيسان على مواصلة التنسيق والتشاور حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مع تأكيد استعداد مصر لتقديم كل أوجه الدعم لجمهورية الكونغو الديمقراطية في مواجهة تحدياتها الاقتصادية والتنموية.