بث تجريبي

ألمانيا تخطط لشراء ترسانة عسكرية ضخمة بقيمة 377 مليار يورو

كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية أن ألمانيا تستعد لتنفيذ واحدة من أكبر صفقات التسليح في تاريخها الحديث، بقيمة تصل إلى 377 مليار يورو، تتضمن شراء نحو 400 صاروخ كروز من طراز "توماهوك" القادر على بلوغ العاصمة الروسية موسكو.
وأشارت الصحيفة إلى أن برلين تسعى من خلال هذه الصفقة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية في ظل التوترات المتصاعدة في أوروبا الشرقية، موضحة أن ميزانية الدفاع الألمانية مرشحة للارتفاع إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2029، في خطوة تعكس تحوّلاً جذرياً في العقيدة العسكرية الألمانية بعد عقود من الحذر.

تراجع حاد في شعبية حكومة ميرتس

في سياق موازٍ، نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية نتائج استطلاع جديد أجراه معهد INSA لعلم الاجتماع، أظهر تراجعاً غير مسبوق في شعبية الحكومة الفيدرالية برئاسة المستشار فريدريش ميرتس.
ووفقاً للاستطلاع، فإن 66% من الألمان أعربوا عن عدم رضاهم عن أداء الحكومة، بزيادة قدرها ثلاث نقاط مئوية مقارنة باستطلاع نُشر في 10 أكتوبر الماضي، بينما أبدى 25% فقط رضاهم عن أداء الحكومة، فيما ظل 9% مترددين.

استياء داخلي وتحديات سياسية

يرى محللون أن التراجع في شعبية حكومة ميرتس يعكس تصاعد الاستياء الشعبي من السياسات الاقتصادية والعسكرية الجديدة، خصوصاً في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وتوجيه ميزانيات ضخمة للإنفاق الدفاعي.
ويشير مراقبون إلى أن الموازنة العسكرية المرتفعة تمثل تحولاً مثيراً للجدل داخل ألمانيا، إذ يعتبرها البعض استجابة ضرورية للتهديدات الأمنية، فيما يراها آخرون عبئاً على الاقتصاد الوطني.

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، تبنّت ألمانيا سياسة دفاعية أكثر انفتاحاً على التسلّح والتنسيق العسكري مع حلف الناتو، في مسعى لإعادة بناء قدراتها الاستراتيجية بعد عقود من القيود المفروضة منذ الحرب العالمية الثانية.
وتأتي خطة شراء صواريخ "توماهوك" لتؤكد التزام برلين بموقف أكثر صرامة تجاه روسيا، وسط انتقادات داخلية بأن البلاد تنجرف نحو سباق تسلّح قد يهدد التوازن الأوروبي.

قد يهمك