دعا رؤساء حزب الشعوب الديمقراطية والمساواة (DEM) في تركيا تولاي حاتم أوغولاري وتونجر باكرهان، الحكومة التركية إلى اتخاذ خطوات سياسية وقانونية عاجلة، عقب إعلان حركة الحرية الكردية سحب قواتها من الأراضي التركية إلى مناطق الدفاع المشروع.
وقال باكرهان خلال مؤتمر صحفي في أنقرة إن البلاد تمرّ بـ"لحظة تاريخية يمكن أن تغيّر مجرى مستقبلها"، معتبرًا أن انسحاب قوات الحركة يمثل خطوة حاسمة نحو الحل السياسي والسلام الدائم. وأضاف أن هذا القرار "يفتح صفحة جديدة أمام تركيا الديمقراطية، ويعبّر عن إرادة حقيقية لإنهاء الصراع الممتد منذ عقود".
دور أوجلان
وأكد باكرهان أن الزعيم الكردي عبدالله أوجلان لعب دورًا محوريًا في تهيئة هذه المرحلة عبر دعوته إلى وقف الكفاح المسلح وحلّ حزب العمال الكردستاني (PKK)، داعيًا الدولة إلى تمكينه من أداء دور أكثر فاعلية في مسار السلام.
من جانبها، قالت تولاي حاتم أوغولاري إن تركيا تعيش "أحد أكثر اللحظات ندرة في تاريخها السياسي"، مؤكدة أن الانسحاب خطوة تتيح "فرصة تاريخية لتأسيس جمهورية ديمقراطية في قرنها الثاني". ودعت جميع القوى السياسية والمجتمعية إلى تحمّل مسؤولياتها في دعم عملية السلام، مشيرة إلى أن المجتمع "ينتظر من الحكومة والبرلمان التحرك السريع لترجمة إرادة السلام إلى خطوات ملموسة".
واختتمت القيادية في حزب DEM بالقول إن على الجميع "التحلي بالشجاعة السياسية لبناء مستقبل مشترك قائم على العدالة والحرية والمساواة".
خطوة تاريخية
وكان حزب العمال الكردستاني قد أعلن في وقت سابق أنه سحب جميع قواته من الأراضي التركية إلى مناطق شمال العراق، في إطار "نداء السلام والمجتمع الديمقراطي" وعملاً بقرارات المؤتمر الثاني عشر للحزب.
وجاء في البيان أن هذه الخطوة تأتي "تحسبًا لأي صدامات محتملة، ولتهيئة الأرضية المناسبة لعملية الانتقال إلى المرحلة الثانية من نداء السلام والمجتمع الديمقراطي"، مؤكدًا أن "القرارات المتخذة في المؤتمر الثاني عشر تشكل أساسًا للتحول السياسي والديمقراطي وضمان الاندماج في مسار الحرية والديمقراطية دون عراقيل".
وكان مقاتلو الحزب قد بدأوا، في يوليو الماضي، إتلاف أسلحتهم قرب مدينة السليمانية شمال العراق، في خطوة رمزية وصفت بأنها مهمة في طريق إنهاء الصراع الممتد منذ عقود بين أنقرة والحزب.
ويُذكر أن الحزب كان قد أعلن في مايو الماضي حلّ نفسه وإنهاء الكفاح المسلح استجابة لدعوة من زعيمه عبد الله أوجلان، ما اعتُبر تطورًا نوعيًا في مسار العلاقة بين الحركة الكردية والدولة التركية.