بث تجريبي

إيران في مواجهة عزلة أوروبية متزايدة.. تقرير يكشف ملامح "المأزق الخفي" بين طهران ووارسو

 كشف موقع إلمونيتور الأمريكي في تقرير تحليلي عن تفاقم العزلة الأوروبية التي تواجهها طهران، بعد الأزمة التي اندلعت بينها وبين بولندا بسبب اتهامات تتعلق بتوريد طائرات مسيرة لروسيا، في وقت تسعى فيه إيران للحفاظ على توازن دقيق بين تقاربها مع موسكو ومحاولات الانفتاح على أوروبا.

خلاف بولندي إيراني يعمّق العزلة

بدأت الأزمة حين دعا وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي طهران علناً إلى وقف بيع الطائرات المسيّرة لروسيا، متهماً إياها بالمشاركة في الحرب على أوكرانيا.

وردّ عليه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بلهجة حادة عبر منصة إكس، قائلاً إن «الادعاءات التي لا تستند إلى دليل لن تحل المشكلة»، وداعياً وارسو إلى تقديم وثائق تثبت مزاعمها،لكن الرد الإيراني لم يخفف حدة الموقف، إذ أشار سيكورسكي إلى أن طهران بدلاً من «تصدير الثورة الإسلامية» عليها أن تكرّس جهودها لـ«إحياء الحضارة الفارسية التي أبهرت العالم».

عرض الطائرة "شاهد-136" يشعل الأزمة

جاءت المواجهة بعد عرض جماعة "متحدون ضد إيران النووية" – وهي منظمة أمريكية مقرها واشنطن – طائرة مسيّرة إيرانية من طراز "شاهد-136" داخل البرلمان البريطاني، بحضور مسؤولين بريطانيين وبولنديين، ما أثار غضب طهران التي وصفت الحدث بأنه «مسرحية من تدبير اللوبي الإسرائيلي».
وأكد التقرير أن هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة أحد أكثر الملفات إزعاجاً لإيران، وهو اتهامها بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة تُستخدم في قصف أهداف مدنية داخل أوكرانيا، وهو ما تنفيه طهران رغم الأدلة التي عرضتها أجهزة استخبارات غربية.

طهران بين موسكو وأوروبا

بحسب إلمونيتور، فإن الحرب في أوكرانيا وضعت إيران في مأزق غير مسبوق: فهي تعتمد على موسكو اقتصادياً وتكنولوجياً، لكنها في المقابل تخسر تدريجياً قنوات التواصل مع العواصم الأوروبية. وأشار التقرير إلى أن الاتحاد الأوروبي حذر طهران مراراً من أن استمرار نقل الطائرات المسيرة سيؤدي إلى فرض عقوبات إضافية، بينما خفّضت كييف مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.

تراجع النفوذ الإقليمي

  لفت التقرير إلى أن الأزمة الأخيرة جاءت بعد المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل في أبريل الماضي، والتي قلّصت من صورة الردع الإيراني في المنطقة، وأثارت تساؤلات حول فعالية ترسانتها العسكرية. كما أشار إلى أن طهران تحاول تصوير الانتقادات الغربية على أنها «ازدواجية في المعايير»، لكنها تجد صعوبة متزايدة في إقناع شركائها، حتى أولئك المتعاطفين مثل الصين والهند، بوجهة نظرها.

بحث عن مخرج دبلوماسي

واختتم إلمونيتور تقريره بالقول إن استدعاء عراقجي للروابط التاريخية مع بولندا – مثل إيواء اللاجئين البولنديين خلال الحرب العالمية الثانية  لم يكن مجرد إشارة رمزية، بل محاولة لتخفيف التوتر وإنقاذ ما تبقّى من صورة إيران في أوروبا. ومع ذلك، يبدو أن نفوذ طهران في القارة العجوز يتآكل بسرعة في ظل استمرار ارتباطها العسكري بموسكو وتراجع فرصها في العودة إلى الدبلوماسية النووية الفعالة.


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يهمك