في حدث تاريخي غير مسبوق، انتخب مجلس النواب الياباني، اليوم الثلاثاء، ساناي تاكايتشي، زعيمة الحزب الديمقراطي الحر الحاكم، لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان.
وحصلت تاكايتشي على 237 صوتًا من أصل 465 مقعدًا، متجاوزة الأغلبية المطلوبة، لتتولى رسميًا منصب رئيسة الوزراء في وقت لاحق اليوم.
ويأتي هذا الانتخاب بعد فراغ سياسي استمر ثلاثة أشهر عقب الهزيمة التي مُني بها الحزب الليبرالي الديمقراطي في انتخابات يوليو الماضي، واستقالة رئيس الوزراء السابق شيغيرو إيشيبا مع حكومته صباح اليوم، مفسحًا المجال أمام خلفته الجديدة.
تواجه تاكايتشي ملفات معقدة أبرزها شيخوخة السكان وتراجع القوى العاملة، حيث زادت أعمار المسنين فياليابان وانخفض أمامها شرائح الشباب والأطفال.
وتواجه رئيسة وزراء اليابان الجديدة مشكلة لا تقل خطورة وهي ارتفاع الدين العام الذي يُعد من بين الأعلى في العالم، إلى جانب أزمة اقتصادية ممتدة تتجلى في التضخم المستمر وضعف النمو.
كما يُنتظر أن تتعامل حكومتها مع قضايا الهجرة، والقلق المتزايد من التغيرات الإقليمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في ظل تصاعد النفوذ الصيني والتهديدات الأمنية في شبه الجزيرة الكورية.
تُعرف ساناي تاكايتشي، البالغة من العمر 64 عامًا، بخلفيتها غير التقليدية، إذ كانت عازفة طبول في فرقة "هيفي ميتال" خلال سنوات دراستها الجامعية، قبل أن تتجه إلى العمل السياسي.
وتعتبر تاكايتشي مارغريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، قدوتها السياسية، وغالبًا ما يُنظر إليها على أنها صوت محافظ قوي داخل الحزب الحاكم، يجمع بين الحزم في القضايا الأمنية والرغبة في الإصلاح الاقتصادي.
بدأت ساناي تاكايتشي مسيرتها السياسية في تسعينيات القرن الماضي، وعُرفت بآرائها المحافظة ودفاعها عن تعزيز القدرات الدفاعية لليابان.
وشغلت مناصب وزارية عدة، من بينها حقيبة الاتصالات والسياسات الداخلية، وكانت دائمًا من المقربين للتيار القومي داخل الحزب.
ويعتبر انتخابها تتويجًا لمسيرة سياسية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، وخطوة تمهد لإعادة رسم ملامح القيادة النسائية في بلد طالما هيمنت عليه السياسة الذكورية.