أعربت بعثات دبلوماسية تابعة للاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله عن إدانتها الشديدة لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في القدس الشرقية، مؤكدة أن ما جرى يمثل انتهاكًا واضحًا لاتفاقية الامتيازات والحصانات الخاصة بالأمم المتحدة.
وجاء في البيان المشترك، الذي شاركت فيه بعثات الاتحاد الأوروبي و17 دولة أوروبية من بينها فرنسا وألمانيا والدنمارك والسويد وإسبانيا وسويسرا، أن العملية التي شملت الاستيلاء على ممتلكات داخل المقر، وقطع الاتصالات، وإنزال علم الأمم المتحدة ورفع العلم الإسرائيلي مكانه، تمثل سابقة خطيرة تُظهر تجاهلًا كاملاً للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف المتعلقة بحماية المؤسسات الإنسانية.
وأكدت البعثات أن إسرائيل مطالبة باحترام التزاماتها الدولية وضمان حرمة مقار الأمم المتحدة وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت، الاثنين، مقر الأونروا في حي الشيخ جراح وصادرت معدات من داخله، في خطوة وصفتها جهات فلسطينية بأنها اعتداء خطير على المؤسسات الأممية.
من جهته، اعتبر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني ما حدث تحديًا جديدًا للقانون الدولي وتجاوزًا لالتزامات إسرائيل تجاه حماية مواقع الأمم المتحدة.
تعمل "الأونروا" في القدس منذ عام 1951، وقد لعبت دورًا أساسيًا في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين لعقود طويلة، إلا أن إسرائيل شددت تضييقها على الوكالة خلال العام الأخير، إذ أقرّ الكنيست قانونًا يمنع عمل الأونروا داخل القدس، ما أدى إلى إخلاء مقرها مطلع العام الجاري.
وتأتي عملية الاقتحام الأخيرة في ظل توتر متصاعد بين إسرائيل والمنظمات الدولية، في وقت تتعرض فيه الوكالة لضغوط سياسية ومالية متزايدة.