بث تجريبي

بوتين يعيد فتح خط التواصل مع ترامب لتفادي العقوبات وكسب نفوذ في الحرب الأوكرانية

بعد أسابيع من التصعيد والتوتر في التصريحات بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، أعلن الكرملين أن موسكو هي من بادرت بإجراء الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الزعيمين أمس الخميس، في خطوة تُظهر – بحسب مراقبين – حرص روسيا على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع واشنطن رغم اشتعال جبهات الصراع.

تحليل لصحيفة نيويورك تايمز يرى أن هذا التواصل المتكرر يكشف عن "أولوية روسية موازية لساحة المعركة الأوكرانية، وهي احتواء ترامب واسترضاؤه"، خاصة بعد أن فشل لقاء أنكوريج في ألاسكا في التوصل لأي تفاهمات توقف الضربات أو تمنح كييف أي فرصة لإعادة التموضع.

وتشير الصحيفة إلى أن بوتين، رغم استمرار الهجمات على المدن الأوكرانية وتصعيد العمليات في الشرق، استثمر عشرات الساعات في مجاملة ترامب، وطرح فرص تعاون اقتصادي محتمل، وإيصال رسالة بأن موسكو منفتحة على تفاهمات تُنهي الغزو بشروطها.

تفادي العقوبات وخلط الأوراق

وترى الصحيفة أن هذا النهج مكَّن بوتين من تفادي العقوبات التي لوّح بها ترامب مرارًا، دون التأثير على المجهود الحربي الروسي. ففي يونيو الماضي، عندما ضغط بعض الجمهوريين المقربين من ترامب لفرض عقوبات جديدة، استغل بوتين مناسبة عيد ميلاد ترامب للاتصال به، وحينها وصفه ترامب بأنه "تصرف بشكل جيد للغاية"، واختفت العقوبات من الطاولة.

وفي أغسطس، وبينما هدّد ترامب بمنح موسكو مهلة 12 يومًا لإنهاء الحرب، استقبل بوتين مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، الصديق الشخصي لترامب، في اجتماع دام ثلاث ساعات ومهّد لقمة ألاسكا.

هذا الأسبوع، منح وقف إطلاق النار في غزة ذريعة جديدة لبوتين للإشادة بترامب، لكن الأهم – وفق التحليل – هو أن الاتصال جاء قبل زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض اليوم الجمعة، ما يعزز انطباع موسكو بأنها تحاول التأثير على أي قرارات أمريكية مرتقبة.

اتصال جديد.. ورسائل متعددة

المكالمة الهاتفية الأخيرة هي الثامنة بين الزعيمين منذ بداية العام. وجاءت بعد تهديد ترامب بإرسال صواريخ "توماهوك" إلى أوكرانيا "إذا لم تُحسم الحرب".

ونقلت نيويورك تايمز عن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قوله إن روسيا اقترحت إجراء المكالمة بعد "نجاح" زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط، مضيفًا أن بوتين كان حريصًا أولًا على تهنئة ترامب على هذا النجاح.

بهذه الخطوات، يبدو أن الكرملين يسعى لاستخدام التواصل مع ترامب كورقة ضغط دبلوماسية لتقليل التهديدات، وإعادة صياغة موازين الحرب الأوكرانية عبر البوابة الأمريكية.

قد يهمك